وربّ سائل يسألني عن المدرسة الأدبية التي أنتمي إليها، وفي هذا المجال أحب أن أوضح أنني قرأت الكثير، كل شيء وصل إلى يدي، تأثرت وانفعلت بكل ما كان له صدى في نفسي وفكري، ولم ألتزم منهجا معينا، ففاتني التخصص في أي شيء، كما فاتني الاحتراف. ربما كان أثر من آثاري الأدبية يعكس لونا من ألوان المدارس الأدبية والفكرية في شكل من أشكالها، ولكن هذا لا يعتبر انتماء؛ لأن الانتماء الموسع اعتباري من الطراز «اللامنتمي» ربما كان الكلام عن نفسي بهذه الصورة يعتبر تكبيا لصورة بالغة الصغر، بالنسبة إلى أنه ليست لي آثار مجموعة تحدد وجودي الأدبي. لست راضيا عن آثاري الأدبية لم أكن راضيا قط عن أثر من آثاري الأدبية بعد تأمله، ولذلك لم أفكر في جمع هذه الآثار. ولا شك أن قدرتي لا تجاري شعوري بالكمال، أو بما يدنيني منه. أنني أشعر باختناق واشمئزاز من خير ما يتقبله الناس من إنتاجي؛ لأني أحس بدقة متناهية كل جوانب النقص فيه مهما خفيت. وعبثا أحاول التخلص من سيطرة شخصية الناقد على اتجاه ما أنتج، إنها ظاهرة قد تفسر بضعف الثقة في الذات أو بأنها للشعور بالخطيئة، إنني على استعداد لتقبل كل تفسير مهما كان قاسيا ولن أدافع عن نفسي أو أبررها. أعمالي كمواطن لا صوت لها ولا رائحة إنني أشعر بأنني لم أؤدِ هذا الواجب في شكل من أشكاله المقررة، ولكنني عملت طوال حياتي أعمالا لم يكن لها صوت ولا رائحة يدلان على وجودها، وبالدقة على ثبات وجودها. إن ذاكرة الزمن وأعني المجتمع لا يمكن أن تحتفظ بالأعمال بل بآثارها المحسوسة، إن حياة المجتمع كالحرب تماما لا عبرة فيها بما يسقط ولكن بما يظل قائما. ومع ذلك، فإن كل شيء سيخبو وينطوي، إنني منذ ولجت باب العيش وحتى اللحظة لم أكن عالة على المجتمع، ألا يكفي هذا فوق أنه مبرر لوجودي أن يجعلني مواطنا أقاوم عوامل الانحطاط، إنه عمل سلبي يصلح أن يكون مثلاً من أمثلة ضبط النفس. * 1980