أما أنا فقد نصبت الميزان وأقمت المقاييس ومهدت الجادة بما وسعني من جهد، ودفعت التهمة عن فطنتي بما حسب القارئ به وكفى. وأديت للوساطة حرمتها أو حقها من الأمانة ولم يعد للقارئ إلا أن يزن ويذرع ويحدد الفروق والمراتب والدرجات، فما يتسع طوقي لأكثر من هذا، (...)
وعلى أن الشعر كالغناء في بواعثه وغايات تأثيره، كان لكل إنسان يحس بواعث الشعر أن يقوله، كما كان لكل إنسان يحس بواعث الغناء أن يغني، لا حجر في ذلك على كليهما أمام قوانين الحرية والاختيار، أما أن يرفع المغني أو الشاعر عقيرته بالغناء بين الناس، فمسألة (...)
الحياة كلها عبارة عن سلسلة لا تنتهي من التجارب، والذي يحاول أن يجنّب أحداً تجاربها الفاشلة، إنما هو كمن يحبس طفلاً لكيلا يتعرض لأخطار الشارع.
إن لكل خبرة ولكل تجربة ثمنها، وما دمنا نعرف مسؤوليتنا عن أخطائنا فلنا حريتنا التامة في التجربة.
هناك دائما (...)
إن الأخبار تسير أحيانا بسرعة الصوت، ويحدث أحيانا أن تنتقل ببطء، ولكن الأخبار الطيبة تضيع في الطريق. إنها العوامل الخفية القاهرة التي تتصرف في كل شيء.
عندما يخيب أَملُكِ في أحد لا تيأسي، وإذا يئستِ لا ترفعي صوتك في وجهه. دعي له الفرصة كي يأسف على أنه (...)
ما دامت الحياة حركة دائبة، فهي تغيير وتطور. والحياة بالمعنى الشامل هي الإنسان، وعلاقاته، وصيرورته. والأدب والفنون في الحياة ومنها، ولا يمكن أن تكون شيئا منفصلا عن الإنسان. ولا بد أن تتطور في خط يجاري مطالبه المتجددة، وعلاقاته بالوجود الإنساني، (...)
أرى أن الفرق بين صحافتنا بالأمس، واليوم، هو ذات الفرق بين الصورة العامة لمجتمعنا في الماضي، والحاضر.. وفي خلال عشر سنوات لم يكن من اليسير تصور انقلاب كهذا.. ومن حالة تشبه الزحف إلى حالة تدخل مرحلة الانطلاق.
تكامل عمران المدن، وامتدادها، وتكدس منتجات (...)
وعن النكسة التي لحقت بالشعر على المستوى العربي بصفة خاصة والمستوى العالمي بصفة عامة، أؤكد أن الشعر -على المستويين- قد فقد معظم مسوغات بقائه، حتى شعر المسرح، حتى شعر الغناء والأناشيد. حتى الآن وربما إلى وقت طويل، لن يفقد الشعر عملاءه، منتجين، (...)
وربّ سائل يسألني عن المدرسة الأدبية التي أنتمي إليها، وفي هذا المجال أحب أن أوضح أنني قرأت الكثير، كل شيء وصل إلى يدي، تأثرت وانفعلت بكل ما كان له صدى في نفسي وفكري، ولم ألتزم منهجا معينا، ففاتني التخصص في أي شيء، كما فاتني الاحتراف. ربما كان أثر من (...)
يبدو لي أنني لم أستقبل حياتي منذ وعيت حتى هذه الساعة، كنت أعيش متأثرا بجملة الظروف والدوافع والمقاومات.. أسير.. وأتقهقر وأقف. وأحيانا أعدو بجنون، وحيث يتاح لي أن أتأمل ذاتي أرى أنني أداة تملى عليها مقدرات حركتها وسكونها، لم أشعر قط بتحرير إرادتي، (...)
بعدَ صفْوِ الهوى وطيبِ الوفاقِ
عزَّ حتى السلامُ عند التلاقي
يا معافى من داءِ قلبي وحزني
وسليمًا من حرقتي واشتياقي
هل تمثَّلتَ ثورةَ اليأسِ في وجهي
وهوْلَ الشقاءِ في إطراقي؟
أيُّ سهْمٍ به اخترقتَ فؤادي
حين سدَّدتَها إلى أعماقي
مسرعًا في المسيرِ (...)
"إنه القمة التي لم تكتشف "
ذلك هو الشاعر الفيلسوف الغارق في بحور "الكلمة" النازفة حتى الاعماق، يعطيك وانت تقرأه إحساساً بأنك أمام أحد أفذاذ الشعر الجاهلي أو المهجري، إنه شاعر الكلمة وفيلسوف الحرف، إنه ذلك الفنان الذي سبق عصره كثيراً بذلك الشموخ (...)
دعابة مهداة الى الشاعر الصديق حسين سرحان.. تحية له
أفبعد ما سنح الخيال ووافى
ودعن سرحك وانطلقن خفافا؟
وعدت سوابق ودهن ذواهبا
بالبرء، ليس وراءهن معافى
من كل نافرة الهوى لم تقضها
حقا، فكيف تميلها استعطافا؟
سمعتك تهضب بالقريض (...)