استعرضت جلسة حوارية بعنوان «أنتمي إليكم» أثر الانتماء الإنساني على الإبداع الأدبي، والأسس التي تُبنى عليها الحضارة المجتمعية، ودور الفرد وتأثيره في المجتمعات، ضمن فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل، واستضافت الجلسة التي أدارها فرج الظفيري، كلاً من الدكتور السوداني حيدر وقيع الله، والكاتبة الأميركية تيفيني تومبسون وايت، حيث تناولا دور الانتماء في تعزيز الحضور الإنساني للفرد، ومدى قدرته على خلق مساحات إبداعية لدى المؤلفين والكتّاب العالميين، كما ناقشا الأسس التي تُعزز من حضور الفرد في المجتمع وجعله عنصراً فاعلاً فيه. واستهل الدكتور وقيع الله حديثه بالإشارة إلى أن مسألة الانتماء ليست ترفاً، بل هي التزام بين الأفراد والمجتمعات التي يعيشون بها، مؤكداً أن الانتماء يسهم في صقل الشخصية، مشيراً إلى وجود فجوة واضحة بين الفرد المنتمي واللامنتمي، فالأول يمتلك تأثيراً إيجابياً في المجتمع، أما الثاني يترك أثراً سلبياً. وقال وقيع الله:»هنالك تحديات كبيرة في مجال الانتماء، كون العديد من البشر ينتمون إلى أشياء كثيرة، فالانتماء يشبه الدوائر التي تنتج عن سقوط حجر في ماء راكد، سرعان ما تتقلص لتشكّل دائرة واحدة نهائية، هنا نستطيع أن نطلق على هذه الدائرة مفهوم الوطن والأسرة والدين والجنس وغيرها من المفاهيم الملاصقة للإنسان». وعلى صعيد تأثير الانتماء على الإبداع الإنساني، أوضح أن الانتماء يلعب دوراً كبيراً على مستوى الإبداع، وتوحيد اتجاهات الكاتب وتوجيهها نحو سياقات متصلة، مستشهداً بأمثلة من الأدب العالمي والعربي حيث أشار إلى أن رواية الكاتب النيجيري تشينو أتشبي «أشياء تتداعى»، ورواية الأديب المصري إحسان عبدالقدوس «أنا لا أكذب ولكني أتجمّل» تحملان في داخلهم نزعة انتماء لمفهوم مجتمعيّ غاية في الوضوح، كما تطرق إلى الحديث عن رواية الأديب الأميركي كولن ويلسن «اللامنتمي» التي وصفها بأنها نسفٌ واضح وصريح لفكرة الانتماء. ومن جهتها أشارت الكاتبة الأميركية تيفيني تومبسون وايت إلى أن الانتماء مسألة أساسية وضرورية للفرد، وهي عامل يرسّخ حضور الإنسان في المجتمع، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن المجتمعات التي تتحلى بالديموقراطية ليس لها قيمة إن لم تعزز من وجود الإنسان وتنمّي من دوره وتشركه في جميع تفاصيل الحياة فيها. وقالت وايت:» فكرة الانتماء تبدأ منذ الصغر، من أول حجر تضعه الأسرة في بناء هذا الإنسان، فالأسرة هي المحرّك الرئيس لمسألة الانتماء، وبعدها ينتقل التأثير للمجتمع الذي يلعب دوراً كبيراً في صقل وتحفيز الإنسان على أن يكون عنصراً مؤثراً فيه «. وفيما يتعلق بالتراث الإبداعي الشعبي ومدى تأثيره في توجيه الإنسان ولفت انتباهه إلى مكان الانتماء، تابعت: المؤلف يلعب دوراً مهماً في إعادة الإنسان إلى جذوره، إن دور الأديب أو الكاتب أو المؤرخ حاسمٌ في توجيه الإنسان نحو أساسه وبيئته الأولى، فكيف لنا أن نعرف من أين جئنا دون أن نقرأ التاريخ؟، وهذا بحد ذاته أمر غاية في الأهمية، وهناك نماذج من كتب تاريخية وأدبية أشارت إلى أن موضوع الانتماء هو أساس صلب يجب الانتباه إليه، وتعزيزه، لندرك موقعنا ودورنا في الحياة». تيفيني تومبسون وايت Your browser does not support the video tag.