اللامنتمي هو شخصية تحاول السينما الأمريكية تحديدا أن تزرع لها هدفا نبيلا لتبرر به معظم أفعالها إن لم تكن كل أفعالها على الإطلاق.. المثال الذي يتردد أمامي كثيرا هو الحرية، نحن عادة نستخدم عبارات كالوطن والدين، بينما كلمة الحرية في الأفلام الأمريكاني هي القيمة العظمى التي من أجلها يمكن أن يفعل البطل أي شيء، يقتل، يكذب، يحب، يكره.. أي شيء لينشر هذه القيمة تحديدا في العالم بالذوق أو بالعافية! حتى دون النظرة الأشمل والأكثر نضجا. اللامنتمي هو شبح الإنسان الغربي الذي يلتهم عواطفه وهو ذريعة إنسان العالم المتخلف ليهرب بعيدا ساعيا وراء المجهول. z5at الكتاب يرصد شخصية اللامنتمي في الأدبيات الغربية.. وهو جميل جدا، ويعتبر بحد ذاته فهرسا مرجعيا للعديد من الروايات والأشعار والكتب الغربية التي تتحدث عن اللامنتمي أو المتوحد أو المغترب في مجتمعه، وأعتبره واحدا من أجمل الكتب التي قرأتها. Salma Helali ينبغي البدء به من أجل تدشين علاقة حقيقية مع العالم. بثينة العيسى كتاب جميل يعالج في تسعة فصول موضوع نفسية الإنسان اللامنتمي لحزب أو عقيدة.. متطرقا في ذلك لآثار أفكار دستويفسكي وفان جوخ وسارتر والعديد من المشاهير.. في الكتاب فصول مميزة كفصل اللامنتمي كإنسان يرى رؤى، وهو يقارن بين لامنتمي القرن التاسع عشر ولا منتمي القرن العشرين. لغة الكتاب أدبية جميلة وبسيطة رغم أفكاره الوجودية.. قرأته إلكترونيا من نسخة سيئة للأسف لكنه كتاب يشد فعلا ويساعد على اكتشاف شيء من الذات. ودون أن أشعر انتقلت للكتاب الأخير كما يبدو لي وهو «ما بعد اللامنتمي» وشدني أكثر، إلا أني الآن توقفت عنه لأقرأها ترتيبا كما يقول الكاتب حتى لا تضيع الفكرة التي يطرحها! Fouz Aljameel