ضجة وجدل أثارهما مسلسل كرتوني يحمل اسم "المخترعون الصغار"، أعده فريق من المتدربين والمتدربات لإدارة "وسائط بادر" التابعة لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، مع وعود بالتوظيف لم تتحقق للمتدربين، وهو ما حدا بالمجموعة الشابة للمطالبة بحقها في التوظيف بعد إنجاز المشروع. وفي المقابل أشار مدير عام "بادر" لحضانة التقنية التابعة لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية الدكتور عبدالعزيز الحرقان إلى أن الضجة الواسعة التي أثارها المسلسل الكرتوني تعود إلى سوء فهم بعض المتدربين لشروط العقد التي تربطهم ببادر، والذي يشترط وجود وظائف شاغرة لتوظيف المتدربين. وأوضح الحرقان في تصريحات خاصة ل "الوطن" أن ما أنجزه الطلاب هو مشروع تدريبي في المقام الأول تحت إشراف فريق متخصص بالوسائط المتعددة من دولة اليابان، لافتا إلى أن الحاضنة رصدت مكافآت للمتدربين بلغت ألفي ريال، واشترطت علهيم عدم المطالبة بالحقوق الفكرية كما نص عليه عقد التدريب، أو المطالبة بالنشر، كون المنتج خاصا بمدينة الملك عبد العزيز. وأضاف أن الإنتاج جيد بالنسبة لهم كمتدربين شباب، لكنه لم يصل إلى درجة الاحترافية، مؤكدا أن الهدف من إخراج المسلسل كان تدريبيا من الدرجة الأولى. وأشار إلى أن الحاضنة تواصلت مع عدد من القنوات الفضائية لعرض المسلسل لمعرفة آراء المختصين حوله فكان الرد أنه يحتاج لتعديلات. وقال إن البرنامج يحتاج إلى دراسة من جميع جوانبه حتى يبث بشكل احترافي، كما أنه لم يصل إلى مرحلة الاحترافية ولم تبلغ عدد حلقاته إلا 6 حلقات حتى الآن. وكشف الحرقان أن مدينة الملك عبد العزيز تتواصل مع شركة "أندكس" حاليا، وعند انتهاء التعاقد معها سيتم النظر في كيفية تنفيذ المرحلة الثانية وإنتاج المسلسل وإكمال الحلقات بشكل احترافي، مطالبا الجامعات والقنوات الحكومية بمشاركة المدينة في تبني هذا المسلسل، مؤكدا أن المدينة طرحت وظائف خاصة للمتدربين في المرحلة الثانية حسب اتفاقها مع شركة "اندكس". "الوطن" التقت بعدد من طالبات وطلاب "بادر"، وقالت الطالبة "خولة الجعيدان": البرنامج اشترط قبول الكفاءات العالية من المتدربين الحاصلين على درجة البكالوريوس والدبلومات، والموهوبين في فن الرسم والتصميم في برامج الكمبيوتر فقط، على أمل أن ينتهي المشروع بتوظيف المتدربين والمتدربات، بناء على البند المنصوص عليه في العقد، وذلك خلال الأشهر الستة الأولى من البرنامج. وأضافت: للأسف مضت الآن سنتان ولم نرَ أثرا لذلك الوعد. وانتقدت الجعيدان مكان التدريب باعتبار أنه غير ملائم لبيئة العمل، فضلا عن عدم التزامهم بالتجهيزات. وأضافت: انتهينا الآن من المسلسل على أمل الحصول على وظيفة في المدينة الجامعية، كما أن الشهادات لم نتسلمها إلى الآن، وكل ما نطلبه مزيد من الدعم لإكمال العمل على ما درسناه، وإنشاء مركز للوسائط المتعددة بجانب عرض الحلقات على موقع التواصل الاجتماعي "اليوتيوب". أما راما الحسين فأشارت إلى أن دخولها للبرنامج كان على أساس توظيفها بعد ثلاثة أشهر من التدريب، حسب الاتفاق، مشيرة إلى أنهن علمن بعد بداية البرنامج ب 6 أشهر وأن التوظيف كان فقط لحملة بكالوريوس الحاسب الآلي، رغم أنه لم يكن ذلك ضمن شروط العقد. وقالت: نحن لا نطلب المستحيل، وكل ما نطلبه هو الوظيفة التي نستحقها في هذا المجال كفريق متدرب بشكل كامل. أما أثير السهلي فكانت مقتنعة فقط بأهمية عرض المسلسل. وقالت أنا لا أريد إلا عرض المسلسل، وهو طلب بسيط لقاء جهد استمر لأكثر من سنة، بدلا من أن يبقى حبيس الأدراج، وتساءلت: هل عذر عدم وجود عروض مجزية من القنوات الفضائية يتنافى مع كون المشروع تم تمويله حكومياً؟ مع العلم أننا تلقينا كأعضاء بالفريق عروضا بشراء العمل وتمويله ليستمر. وقالت: مدير المشروع الدكتور الحرقان قابل فريقا متكاملا من المبدعين في مجال نادر وطنياً بالتجاهل وعدم الرد على الأسئلة والإجحاف. ويؤكد فؤاد الهتلان أن الوعود التي لم تتحقق قللت من عزيمة الطلاب والطالبات، وقال "مضت سنتان وإلى الآن لم نحظ بالوظيفة التي وعدنا بها"، مشيرا إلى أن بيئة العمل كانت غير مريحة والأجهزة بطيئة، وهو ما اضطر بعضهم لشراء الأجهزة أو استئجارها من مالهم الخاص، رغم أن قصة المسلسل كانت مختلفة تماما وكتبها كاتب من خارج المشروع ووافقت عليها الإدارة، رغم أنهم كمتدربين لم يكونوا معجبين بها لتعود لرأي المتدربين بعد 3 أشهر من العمل المضني، ومن ثم قررت تغيير مظهر الشخصيات بطلب من إحدى القنوات التلفزيونية التي تنوي شراء هذا المشروع ليزداد تأخر العمل شهرا إضافياً، مشيرا إلى أن وعودهم بتكريم المتدربين والمتدربات بشهادات في نهاية المشروع ذهبت أدراج الرياح، فالمشروع انتهى منذ شهرين "وإلى الآن لم نستلم الشهادات ولم يعرض المسلسل". وختم الهتلان حديثه بالقول: يوجد لدى الفريق كمية هائلة من الإبداع، وللأسف لم تعطهم المدينة أي اهتمام، وهم الآن عاطلون عن العمل. واستغربت نوف باقازي تجاهل القائمين على البرنامج لمطالبهم رغم الجهد الكبير الذي بذلوه، مؤكدة أنهم المجموعة السعودية الأولى التي تخرجت من هذا المشروع تخصص "انيميشن " ورغم ذلك لم يجدوا أي دعم.