د.هاني حمد النجم المدينةالمنورة لا أريد أن أدخل في موضوع إنشائي بتعريف ما هو الانتقاد وما المقصود بتطوير الذات.. لأن في رأيي أن الموضوع أصبح منتشرا، وأخص هنا مفهوم الانتقاد، فلا تخلو مقالة أو تعليق وربما تغريدة من الانتقاد وإظهار عيوب الآخرين والبحث عن زلات البعض أو إسقاطات آخرين، فتجد سهام الانتقاد وحرابها تتجه وبدون رحمة إلى صدور الآخرين.. هذه المنهجية في التعاطي مع الأحداث تخرج شكلا وموضوعا عن تحقيق الهدف الذي يدعيه المنتقدون، وهو البحث عن الكمال وتحقيق الأعمال من غير أخطاء أو زلة، فهناك من يقول إن ممارسة النقد حق من حقوق الإنسان، ومن حَقِّ الإنسان في شريعة الإسلام أن يمارس نقدَ الآخرين.. وأنا هنا لا أحاول أن أسلب هذا الحق، ولكن أريد أن أضعه في إطاره الصحيح من غير غلو أو تحيز. وفي كل موضوع لا بد أن نعود إلى المنهجية السليمة في التعاطي مع الأمور باتباع تعاليم ديننا الذي اهتم بالفرد لبناء المجتمع. قال صلى الله عليه وسلم: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)، فالأجدر أن ينتقد الشخص نفسه، وأن ينظر إلى نفسه بعيون الآخرين، فانتقاد الشخص لنفسه ومعرفة عيوب نفسه هو بداية تطوير الذات، والتي حتما ستنعكس على المجتمع .. فالفرد هو نواة المجتمع، فإن صلح الفرد صلح المجتمع، وإن فسد أفسد بعضه أو كله، فالانتقاد ليس مذموما بمفهومه العام.. لكنه حتما مذموم إن كان فقط للانتقاد أو إظهار عيوب الآخرين وأخطائهم، فالجميع يبحث عن الإصلاح والصلاح، لذا من الأولى إصلاح النفس أولا ومن ثم من نعول ليكون صلاح المجتمع، وذلك بطريقة إيجابية نبتعد فيها عن الانتقاد بإظهار الأمور الإيجابية وإخفاء الجوانب السلبية.. فانتقاد الآخرين لمجرد الانتقاد هو حتما جانب سلبي لن يؤتي ثماره. يقال إن من الحرية والديموقراطية أن تسمع انتقادي... وأقول من الحرية الشخصية أن أسمع فكرتك، فلا خير في مجتمع جله منتقدون، والخير كل الخير في مجتمع يسكنه مفكرون.