الخصومة ضد الصلح الذي به ينقطع النزاع فهو من أكبر العقود فائدة وهو ثابت بالكتاب والسنة والإجماع والنظر الصحيح فمن الكتاب قوله تعالي " والصلح خير " :" وقال " فأصلحوا بينهما " وقال " لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس " ومن السنة قولة صلى الله عليه وسلم " الصلح جائز بين المسلمين إلا صلحاً أحل حراما أو حرم حلالا " والإجماع إنعقد على ذلك ودل عليه النظر الصحيح لإنه به يكون الخير للمتخاصمين في الدنيا والآخرة ففي الدنيا تبقى أواصر المحبة والإخاء بين المتخاصمين وفي الآخرة سلامة ذمة المحكوم له , وحيث أن الصلح أمره عظيم لمن تدبر فوائده التي تعود على الفرد والمجتمع إلآ أن هناك ما هو داخل تحت ذلك ويغفل عنه بعض المتخاصمين إلا وهو أن الخصومة لها أثرها النفسي والمرضي على المتخاصمين 0 وحيث أن الأمر ما ذكر فإني أتناول ذلك بالكتابة مستعيناً بالله أولاً وأخراً وظاهراً وباطناً ومن ثم ما تبين لي من وجهة نظري من خلال أدائي لعملي 0 وأقول :أن بعض المتخاصمين لا يلجأ للصلح ولا يستجيب له بل أن بعضهم يعرض عنه تعمداً نسأل الله العافية والسلامة لأن الغرض في أنفسهم هو إلحاق الأذى النفسي بخصومهم وليس فقط تحقيق ما تم من بينهم من معاملات مالية أو غيرها 0 وإذا كان هذا هو حال بعض الخصوم مع بعضهم البعض بالمحاكم وعماد هذا الأذى النفسي هو تناولهم للأمور الشخصية لخصومهم والإعراض عن الدعوى المقدمة , وبهذا الفعل نسيء نهي الشارع الحكيم على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم عندما قال: " كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه " و يزيد فعل بعض الخصوم سوءاً أن ينسج من خياله أفكار لا يصح ربطها بالدعوى محدثاً بها نفسه ومن ثم يحدث بها الآخرين ممن حوله على أنها حقيقة, وينتهي به المطاف إلى الإحتجاج بها أمام ناظر الدعوى ولا يمانع من أداء اليّمين على صحتها, وحيث أن حال بعض الخصوم كما تم ذكره أعلاه, فإن الدعوى قد تطول أمدها ويصبح طرفا الدعوى تحت ضغط نفسي لهذا الفعل الخارج عن موضوع الدعوى, وقد ينتج عنه الأمراض النفسية التي تؤدي غالباً إلى كره المجتمع ولمن حوله, وقد تؤدي أيضاً إلى أمراض عضوية كمرض السكر والضغط , ولم يكن حال بعض الخصوم بالمحاكم كما ذكر إلا لدخولهم بالأمور الشخصية لخصومهم, وقبل ذلك إعراضهم عن الصلح الذي أمرنا الله به, والذي لايأمرنا إلا بما هو خير لنا علمنا العلة أم لم نعلمها فالواجب علينا جميعاً السعي للصلح والعمل على تحقيقه لأن به يكون بناء المجتمع وربط أواصره وأصلاحه وتدارك أسباب تفككه, واختصاراً للجهد والوقت والمال 0 هذا ما تم كتابته حول هذا الموضوع أسأل الله للجميع التوفيق والصلاح أنه سميع مجيب وصلى الله وسلم على نبيا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0 د /علي بن محمد السواجي محامي ومحكم معتمد من وزارة العدل ونائب رئيس لجنتي المحامين والتحكيم بمنطقة القصيم [email protected]