أكد اختصاصيون أمنيون أن محاولة مجموعة إرهابية اقتحام مقر أمني في محافظة الزلفي شمال الرياض الأحد الماضي كانت ردّ فعل لتضييق الخناق على الخلايا الإرهابية التي تريد الإخلال بأمن الوطن، مشيرين إلى أن هذا الحادث يؤكد أن الخلايا الإرهابية موجودة وحية وتنتظر الفرصة المواتية للقتل والدمار، ويثبت أن المملكة لا تزال مستهدفة في وطنها وأمنها من هذه الفئة الخبيثة، مطالبين بتكثيف جرعات الأمن الفكري لمنع تكرار مثل هذه الحوادث الإرهابية الخطيرة. تضييق الخناق قال عضو اللجنة الأمنية في مجلس الشورى اللواء ركن علي التميمي ل«الوطن» إن «التحركات الإرهابية التي مررنا بها خلال هذه الفترة هي في واقع الأمر طبيعية، بعد أن ضيقت الأجهزة الأمنية الخناق على أي خلية أو مجموعة إرهابية كانت تريد الإخلال بأمن الوطن والإساءة له من قبل، ورغم أنها ردة فعل منتظرة تعاملت الأجهزة الأمنية معها بحذر وحسم». وأضاف أن «الأجهزة الأمنية في جميع جهاتها تعمل بتنسيق مستمر ومتواصل بين كافة أفراد القوات العسكرية في المملكة، وتجمع المعلومات سواء كانت داخلية أو من مصادر خارجية، وتحدد تحركات الخلايا الإرهابية، ولديها بنك من المعلومات عن كافة تحركات الخلايا الإرهابية ومخططاتها، وتتعامل معها بحذر حتى تحقق أهدافها سواء كان عنصر المفاجأة أو عنصر أمن وسلامة المواطنين المحيطين بأوكار الخلايا الإرهابية، وتستمر بتضييق الخناق على تلك الخلايا حتى تداهمها وتقضي عليها»، مشيرا إلى أن الإرهاب في كافة المنطقة يتلاشى ويلفظ أنفاسه الأخيرة ويكاد يقضى عليه في المملكة. استهداف المملكة أوضح أستاذ علم الإجرام ومكافحة الجريمة بجامعة القصيم والمستشار الأمني الدكتور يوسف الرميح ل«الوطن» أن «الهجوم الإرهابي الذي حصل الأحد الماضي في الزلفي على إحدى الجهات الأمنية أثبت بلا شك أن الخلايا الإرهابية المجرمة موجودة وحية وتنتظر الفرصة المواتية للقتل والدمار، وهذا يثبت عدة أمور أهمها أن المملكة لا تزال مستهدفة في وطنها وأمنها من هذه الفئة الخبيثة». ولفت إلى أن «الفئة الدموية هذه لا تراعي ذمة ولا عهدا، وكل من أمامها هو ضحية بلا ذنب، لذلك يجب أن نواصل حرب الإرهاب الفكرية على جميع الأصعدة في مدارسنا وكلياتنا ومعاهدنا ومساجدنا وأنديتنا وأحيائنا». وأكد الرميح أهمية التركيز على حرب الإرهاب الفكرية على جميع الأصعدة، موضحا أن هؤلاء القتلة يستهدفون بلادنا وأمننا وهنا يكمن دور الأسر السعودية. وأعرب عن أسفه أن الأسر تقصر في التبليغ عن مثل هؤلاء ثم تكون هذه الأسر هي الضحية الأولى لهذا الابن الإرهابي الخبيث، مطالبا بزيادة واستمرار وتكثيف جرعات الأمن الفكري في جميع المؤسسات الوطنية لمنع تكرار مثل هذه الحوادث الإرهابية الخطيرة. تأهب أمني بين المحلل السياسي مبارك آل عاتي أن نجاح الذراع الأمني السعودي في إحباط الاعتداء الإرهابي على مقر أمني في الزلفي أثبت قوة وتأهب الجهاز الأمني بأكمله متمثلا بأمن الدولة ووزارة الداخلية، كما أثبت بسالة رجل الأمن السعودي وولائه لبلاده وشعبه. وقال إن «المنطقة شهدت في غضون 48 ساعة اعتداءات إرهابية في سريلانكا وباكستان وأفغانستان والصومال والكونغو، وتمكنت السعودية من صد اعتداء إرهابي»، مشيرا إلى أن هذه الاعتداءات جاءت بعد توالي سقوط الأنظمة المتعاونة أو المتعاطفة مع تنظيم الأخوان الإرهابي، مما جعل طهران والدوحة وأنقرة يدخلون في حالة ارتباك مفضوحة حركوا معها أدواتهم في كل مكان. وأشار إلى أن «تزاوج الأدوات الإيرانية والمال القطري والقدرات التركية ولد داعش وأخواته في المنطقة، مما يؤكد أن المملكة العربية السعودية تتعرض لتكالب إرهابي متشابك المصالح بهدف الأضرار بالمملكة والإساءة لها أمنيا وسياسيا».