حمل أستاذ علم الجريمة الخبير الأمني الدكتور يوسف الرميح الأسرة مسؤولية اختطاف الشباب إلى حضن التطرف والإرهاب، داعيا الآباء والأمهات إلى توفير الأسرة الآمنة والحضن الدافئ للأبناء والبنات حتى لا يتخطفهم رفاق السوء ويكونوا أدوات في يد الأعداء تسيء لأوطانهم من خلال الجريمة المنظمة، موضحا أن المملكة تقع في حيز جيوسياسي محاط بالتوتر من جنوبه وشماله وشرقه وغربه. ولفت الرميح إلى أن الخلايا الصغيرة في علم الجريمة أخطر وأشد من الخلايا الكبيرة، مشيرا إلى أن المنظرين للإرهاب والمحركين للخلايا غيروا سياستهم بعد أن كانوا يعتمدون الخلايا التسلسلية والعنقودية، حيث أصبحوا يعتمدون خلايا الذئب المنفرد الذي يقوم بالعملية بمفرده حتى لا تنكشف بقية الخلية مثلما كان واقع الحال مع التسلسلية والعنقودية، ووصف خيانة الإرهابي لبلاده بالكبرى ومرتكبها مسلوب الإنسانية والمواطنة، كون الإنسان السوي بل وحتى الحيوان لديه انتماء لوطنه وسكنه، مؤكدا على أهمية احتواء الشباب وتوفير أجواء الطمأنينة والأمن وفضاء الحوار في كل أسرة، مشيرا إلى أن إهمال الشباب والشابات يؤدي إلى اختطافهم من الجماعات التكفيرية وتوظيفهم كخلايا فردية كون العائد على الخلايا الصغيرة يكون أقل من العائد على الخلايا الكبيرة التي تفقد عناصرها وموقعها وتنكشف جميعها، وقال الرميح: «الرابط بين الخلايا الإرهابية هو الفكر التكفيري والجماعات التكفيرية تستغل مواقع التواصل الاجتماعي لتسخير وتوظيف الشباب السعوديين للإساءة لوطننا بعد أن حاولوا الإساءة إليه عبر منافذ عدة ويفشلون بحمد الله في كل مرة»، مشيدا بدور وزارة الداخلية ورجال الأمن الذين نجحوا أكثر من مرة في توجيه الضربات الاستباقية لمن حاولوا النيل من أمن الوطن ومقدراته، موضحا أن ما نعيشه من رخاء واستقرار يثير حقد البعض وحسده، إذ كل ذي نعمة محسود، ويرى الرميح أن خلايا التنظير التكفيري أخطر من الخلايا المسلحة التي عادة ما تكون مجرد أدوات يقوم بتنفيذها شاب مراهق تقوم بتلبيسه الخلية الفكرية الثوب الذي تريده، وحذر من وظائف غالبا ما يكون ظاهرها الرحمة وباطنها التحريض والتفكير الإرهابي وتجنيد الشباب، مبينا أن المفكر التحريضي يصل دوره إلى القيام بجولات في الأسواق الشعبية لاصطياد الشباب الذين يعانون مشكلات نفسية أو جنسية أو أسرية أو من تعرض لمشكلات أمنية ويقوم بمحاولة مد يد العون له من خلال مساعدته إما بالمال أو بالدعم المعنوي حتى يجذبه إليه ومن ثم الذهاب به إلى أداء العمرة حتى يقوم بتجنيده، مبينا أن هؤلاء هم الأخطر على الإطلاق في جميع نشاطات المجموعات الإرهابية برمتها.