المبادرة عملٌ صالح بحق المجتمع، والمبادرون أناسٌ يحبون أن يشيع الخير بين الناس. المبادرة أهم عناصر بناء المجتمعات، والمبادرون يستحقون الدعم والمساندة والتوجيه والاحتواء؛ ليكونوا قدوة، فيزيد العطاء للوطن. قبل فترة استمتعت بحوار مع الأكاديمي والناشط الاجتماعي الأمير فيصل بن سلطان بن ناصر، تحدث فيه عن المبادرات الاجتماعية بمختلف مجالاتها وعن واقع حال العمل التطوعي في المملكة، ودعا إلى أن تتضافر الجهود في العمل التطوعي وإلى تقنينه لتنظيمه؛ لزيادته بإتقان واقتدار. الأمير فيصل بن سلطان بن ناصر من المبادرين الذين يحبون أن يشيع الخير والعطاء باحترافية عالية وتنظيمٍ متقن، وتطرق في حواره إلى عدة نقاط هامة فيما يخص المبادرات المجتمعية؛ فإلى بعضٍ منها: • أولاً: ضرورة التكامل بين الجمعيات المتخصصة في مجالها والوزارت التابعة لها، فلا تكون فقط تابعة لوزارة العمل والتنمية الإجتماعية وينطبق الحال أيضاً على الجمعيات التطوعية، إذ أن مجال العمل التطوعي يكمن في المجال الصحي، والثقافي، والترفيهي، والسياحي، والخيري، والعمل الإنساني أيضاً. وهنا يمكن أن أتمنى أن يوضع تنظيم للعمل التطوعي يمنحه الحرية في العمل وفق ضوابط، بعيداً عن العمل الحكومي الذي كثيراً ما يكون سبباً في العرقلة أو التعثر أو التأخير؛ بينما العمل التطوعي عمل مبادر، والأوراق الحكومية تجعله يتعثر في خطواته وقد يكون متراخياً بدل المبادرة. • ثانياً: على صعيد مختلف بعض الأشخاص في السعودية ومن أصحاب الفكر الرائد في العمل التطوعي قدموا مبادرات نوعية مختلفة وجب تعميمها في المدارس - كمقترح - وأنا أتفق جداً معه في طرح الفكرة؛ لأن غرس قيمة التطوع وحب المبادرة من الصغر يولد أشخاص مبادرين يسعون لتنمية الوطن، ومن جانب آخر بيان لقيمة أصحاب المبادرات وإظهار تأثيرهم على المجتمع. • ثالثاً: «تعميم ثقافة الأشخاص في المنطقة؛ لأن الأمم لا تبنى إلا بسواعدها. فهذا العمل يمنحنا مزيدا من القدوات ويرفع مستوى المبادرة المجتمعية. • رابعاً: انتقد الأمير فيصل غياب التوعية في المجتمع: فهي لا تواكب التطور في المجتمع في ظل رؤية المملكة 2030، وتقصير الإعلام في إبراز الجهود التطوعية في مختلف المجالات. وهنا أقول بأن الجهود التطوعية بحاجة إلى أن يخدمها أبنائها إعلامياً بمشاركتهم في الإعلام وتقديمها بطريقة احترافية تلفت النظر إليها؛ ليزداد الوعي بها وتؤتي ثمارها اجتماعياً وتنموياً. • يتحدث الأمير فيصل بن سلطان كخبير، فقد قدّم مبادرة التطوع المعرفي وشارك فيها أيضاً، كل شخص يقدم ما عنده من علم ومعرفه في ورش عمل أو دورات تدريبية تطوعاً بلا مقابل، ومن مبادراته أيضاً تفعيل القدوة. • وفي الأخير لا أجد أروع من رسالته لكل مبادر أختم بها مقالتي حين قال في حواره «لا تحبط مهما كانت العوائق، قاتل وحارب» من أجل المجتمع بالمبادرة.