العنصر البشري هو رأس المال الحقيقي لأي كيان، مؤسسة، شركة، وحتى الدول والحكومات. عدد من الدول ليس لديها موارد مالية، سواء نفط أو ثروات تحقق من خلالها إيرادات مالية مستمرة وثابتة، لكنها ركزت وعملت على تطوير الإنسان وجعلته الثروة الحقيقية، ومنها اليابان وسنغافورة وعدد من الدول الصناعية. كيف يمكن أن نوجد عناصر بشرية مؤهلة تأهيلا علميا وعمليا ويحقق إنتاجية بجودة عالية، وتحقق نفعا للدين والوطن. في اعتقادي الشخصي أن هذا لا يأتي في يوم وليلة، ولكن من خلال خطط وعمل وجهد سنوات، مع تقديري للجهود المبذولة خلال السنوات الماضية، وما بذلت الدولة من جهود كبيرة في التعليم ونشره في كل مدينة وقرية وهجرة، وحدث أن تحقق قفزات كبيرة في العلم والتعليم وبرامج الابتعاث، إلا أنني أرى أننا نحتاج حاليا إلى خطة عاجلة تطويرية للتعليم تواكب رؤية المملكة وتطلعات القيادة. يشمل تطوير كامل جميع المراحل للقيادات التعليمية، المعلمين والمناهج، وحتى بعض الأكاديميين، حتى لو أدى ذلك إلى إقفال ودمج بعض الجامعات أو الكليات النظرية التي لم يعد لها حاجة، وأن يتم اختيار أفضل المعلمين الجامعيين للمرحلة الابتدائية، مرحلة بناء الطالب، وفق شروط محددة، ونعيد ونزيد للمعلم التقدير والاحترام الذي بدأ يفقده وهذا من عوامل هدم المجتمعات، وأن يكون قبول الطالب وفق شروط محددة لمن سينضم إلى التعليم، مثل اختيار الطبيب والطيار والمهندس الذي نفخر ونفاخر به، والتعليم والمعلم لا يقل أهمية، بل هما من يصنعان ويخرجان هذه الأجيال، وهما الأساس في نهضة الدول. وليس الهدف أن نقول إن لدى دولة ما 50 جامعة مثلا أو 100 جامعة، الهدف نوعية الخريجين وملاءمتهم حاجة القطاعين الحكومي والخاص، بحيث يكون لديهم علوم ومعارف ومهارات وقدرات علمية يحملونها وحب وولاء لدينهم ووطنهم، ولا أدل من ذلك أن طلاب بعض الجامعات السعودية يتم استقطابهم قبل تخرجهم أو عند تخرجهم مباشرة. ولا شك أن التعليم هو الأساس ويأخذ أولوية لدى الدول الطموحة، ولا ننسى دور الأسرة التي تعد حلقة مهمة من سلسلة التعليم والأسرة والمجتمع والقدوة الحسنة والدعاة. كل هذا يؤدي إلى جيل من الشباب لديهم دين وعلم وقيم ومبادئ راسخة، ويقفون في عز وشموخ متفاخرين بدينهم ووطنهم وقيادتهم ومتسلحين بالعلم في كل المجالات. الشباب هم الاستثمار الحقيقي ويجب أن ينالوا العناية الكاملة. وأخيرا، في اعتقادي بفضل الله ثم بفضل التقنية الحديثة لم يعد لدى وزارة التعليم صعوبة في أن تعتمد وتبني سياسة القبول في الجامعات على الاحتياج في سوق العمل. نتمنى للشباب والوطن المستقبل المشرق والغد المأمول في ظل القيادة الحكيمة.