يعد اﻻهتمام بالوقت في عصرنا الحاضر عنوانا حقيقيا للوصول للتقدم والتطور، وهذا ما نلاحظه في بروز كثير من الدول، وخاصة تلك التي يطلق عليها النمور الآسيوية التي راحت تسابق الزمن بجد وجهد، وها هي تستحوذ على جزء مهم من اقتصاد العالم. هذا الوقت الذي نجد أنه لم يحظ في مجتمعنا باهتمام كاف على الرغم من أنه متجذر في ديننا منذ زمن بعيد.. عن صخر بن وداعة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم بارك لأمتي في بكورها). قال: وكان إذا بعث سرية أو جيشا، بعثهم أول النهار، وكان صخر رجلا تاجرا، وكان إذا بعث تجارة بعثها أول النهار، فأثرى وكثر ماله. رواه أبو داود والترمذي. هنا نلاحظ كيفية إدراك قيمة الوقت في التبكير وإنجاز العمل في بداية النهار، هذا الحديث يمثل درسا يطبق في الواقع الذي نعيشه اليوم من خلال القوة العسكرية والتجارة التي هي عصب الحياة لحاضرنا والتي تبحث عنها الدول بشكل قوي ومتسارع. لنعود إلى مسألة الوقت في مجتمعنا واﻻهتمام ونأخذ أمورا تعطي الصورة واضحة عن أهميته والتي تعكسها بعض المواقف، ولعل عمليات الإنقاذ من قبل الدفاع المدني وسيارات الإسعاف هي أقرب إلى ذلك. نجد أن كثيرا من البلاغات تأتي من كل حدب وصوب عن وقوع حريق أو حادث في تفاعل ينم عن الحرص في سرعة الإنقاذ، وإن حصل تأخر في الوقت نلاحظ مدى التذمر والسخط الذي يصبه المبلغون والمتجمهرون قرب الموقع، والذين قد يكونون أحيانا عائقا في الوصول للحادث أو المكان. السؤال الذي يطرح نفسه أين هؤلاء من إدراك قيمة الوقت في حياتهم وأعمالهم ووظائفهم؟ نتعامل مع قيمة الوقت وأهميته بشكل فوضوي، ومع هذا نردد عبارة (الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك) دون أن نطبقها في الواقع.