اجتاح هوس الشهرة المجتمعات العربية عموما، والمجتمع السعودي على وجه الخصوص، وأصبح البعض يقوم بتصرفات غريبة على المجتمع للحصول على أكبر تفاعل، من بينها توجه بعض مشاهير اليوتيوب مؤخرا إلى نشر فيديوهات تحتوي على «مقالب» يقومون بتنفيذها بوالديهم، وهو ما اعتبره مختصون إساءة للوالدين وكسرا لهيبتهم، محذرين في ذات السياق من خطر بعض المحتوى الذي يطرحه هؤلاء المشاهير في مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيره السلبي على الأطفال والمراهقين. تأثير المشاهير أكدت الاستشارية النفسية دكتورة ميادة باناجي ل «الوطن» أن من الطبيعي أن تؤدي بعض مقاطع المشاهير إلى كسر هيبة ولي الأمر في المجتمع، مشددة على أن تأثير مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي أصبح أقوى بكثير من الممثلين وأصبحوا قدوة للأطفال والمراهقين، مشيرة إلى أنهم قد يكونون قدوة سيئة للأطفال الذين يقلدون بدورهم هؤلاء المشاهير، نتيجة تأثرهم بطريقة لبسهم وبطريقة كلامهم وطريقة التفاعل مع الأمور. ونظرا لما حصدت مقالب مشاهير اليوتيوب بذويهم مقاطع انتشار ومشاهدات عالية، وكانت أغلب الفيديوهات المنشورة تحتوي على مقالب، حيث يتظاهرون بتدخين السجائر أمام الآباء والأمهات، وتوثيق ردة الفعل كالغضب، كما تظاهر أحد مشاهير اليوتيوب في فيديو آخر أنه يشرب الكحول أمام والده، حيث كانت ردة فعل والده الاستغراب من تصرف ابنه ووصفه بالبرود في نهاية الفيديو، وقد حققت هذه المقالب مشاهدات عالية تصل إلى أكثر من ثمانية ملايين مشاهدة، حيث يطلب المشاهير من المشاهدين أن يقوموا بنشر الفيديو والتعليق عليه والتفضيل بشكل مبالغ فيه ولهم طرق كثيرة في إقناع المشاهد بنشره وينساق الكثير من الأطفال والمراهقين والكبار أيضاً خلف أساليبهم في التحفيز على نشرها. مشاهدات عالية أضافت باناجي، أن بعض فيديوهات المشاهير قد تؤثر نفسياً وسلوكياً على الأطفال، مبينة أن بعضها قد يكون أسوأ من مقاطع العنف والصور الإباحية، وذلك لغياب الرقابة عليها وعدم معرفة السن المناسب لمشاهدة مثل هذه الفيديوهات، مضيفة أنه أصبح تفوق الشخص المشهور بعدد المشاهدات، وأن المحتوى بات غير مهم ولا توجد عليه رقابة ولا يهم المستوى التعليمي أو لمن يقوم بطرح المحتوى عبر منصات التواصل الاجتماعي. غضب الجمهور نشر أحد مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي في منصة سناب شات فيديو ممازحاً والدته حيث يأخذ من يدها الذهب ليهديه زوجته قائلاً: «عجوز تكشخ لمين» وبعد غضب كبير من الجمهور ظهر في فيديو موضحاً أنه يقلد بعض المسلسلات الخليجية. واختتمت باناجي تصريحها بضرورة أن يكون الإعلاميون مسؤولين ويتعاونون مع الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين لدراسة الموضوع، مشددة على أنه لابد من رقابة الآباء أولاً، ولابد من اختيار ما يناسب أطفالهم ومتابعتها معهم.