تتجه إيران لضمان نفوذها الاقتصادي والسياسي في سورية، بعد قرب انتهاء الحرب في البلاد، عبر تنفيذ اتفاقيات أبرمتها مع نظام الأسد، حيث كان آخرها إعطاء الجانب الإيراني حق تشغيل ميناء «اللاذقية»، مما أغضب موسكو التي ترى في هذا الأمر تهديدا لنفوذها، كون قواتها تتواجد في قاعدتين قريبتين إحداهما في اللاذقية نفسها، والأخرى في طرطوس على مقربة منها. أتعاب إيران تشير تقارير إلى أن النظام الإيراني يسعى لأخذ ما يمكن تسميته ب»أتعابه» من النظام، على دعمه وتسوية ديونه المتراكمة، مقابل تأمين خط دعم لمليشياته من إيران إلى العراق إلى سوريافلبنان، بعد تخوفه من قرار دولي يقطع هذا المسار، مبينة أن إعطاء إيران لمنطقة اللاذقية يعزز وجودها هناك في المرفأ، ويؤمن لها إيصال السلاح أيضا، وهناك اتفاقيات تفاهم ستطبق في مجالات الإعمار والنفط والطرقات واستخراج الفوسفات. استياء موسكو حسب المراقبين، لم تخف موسكو استيائها من سياسة الوضوح للأسد في كونه بات في الفلك الإيراني تماما، ويعاند روسيا صراحة التي حمته بتدخّلها العسكري في النزاع منذ سنوات، وبعدم تعاونه مع الاتفاق الدولي، بضرورة خروج إيران من سورية. ويشير المراقبون إلى أن وصول إيران إلى مرفأ البحر المتوسط، يترك طريق «طهران - بغداد - دمشق - المتوسط» مفتوحا للإمداد العسكري والاقتصادي، وسط معلومات يجري تداولها عن سيطرة إيران على قطاع السكك الحديدية أيضا في سورية. صراع الحلفاء قال السياسي السوري المعارض فؤاد إيليا ل»الوطن»: «أتصور أن هذه القرارات لن تفيد إيران، ولن يتمكن الفريق السياسي السوري، الذي يعتمد على إيران أن يحقق نجاحا، لأن الإدارة الأميركية مصممة على سلوكها بفرض العقوبات على كل من يتعامل مع إيران، وهذه القرارات بالسيطرة على إدارة الميناء أو ما تمتلكه إيران في حلب أو بانياس، لا يمكن أن تقويها وتابعيها من المليشيات كحزب الله، الذي يعاني من أزمة مالية، أو مغادرة ميليشيا فاطميون إلى أفغانستان». وأكد أن الأمر صار بمثابة صراع بين الأطراف المتحالفة، والآن ستدخل تركيا في هذا الصراع، بعد أن انتهت من انتخاباتها المحلية، مما سيزيد من حدة الصراع، مبينا أنه في مطلق الأحوال لن تقف تركيا إلى جانب إيران نتيجة تناقضات الأيديولوجيا والمصالح بينهما. مرحلة حاسمة وصف إيليا المرحلة بأنها «مرحلة بيع للسلطة بالتقسيط»، وتظهر مدى هيمنة إيران على قطاع واسع من الممسكين على زمام السلطة، وسعي هذا القطاع للاعتماد على مشغله، مما سيؤدي إلى استفحال الصراع مع التيار المعتمد على روسيا. وأضاف «هذا يظهر أيضا التناقض الواضح بين الحلفاء، وسيبقى السؤال هل يمكن أن يؤدي هذا التناقض إلى تفجر الأمور بين الحلفاء، أم لابد من إيجاد تسويات مؤقتة، وفي كل الأحوال لا تزال الإدارة الأميركية تحاصر إيران في مناطق تواجدها، سوريا، لبنان، العراق، اليمن، لذلك أرى أن ما يجري في سورية، ما هو إلا هروب إلى الأمام، ولن يجدي ذلك من إمكانية التغلب على الصعوبات، التي تعيشها إيران بسبب العقوبات الاقتصادية، التي تفرضها الإدارة الأميركية على إيران».