نددت صحيفة «الواشنطن بوست» الأمريكية بقرار البرلمان البلجيكى حظر ارتداء النقاب فى الأماكن العامة، معتبرة أن هذا من «التمييز ضد المسلمين». إن المجتمعات الأوروبية بما فيها بلجيكا فشلت فى تحقيق دمج المهاجرين المسلمين فى مجتمعاتها، وكثيرا ما تعاملت بتعصب مع المهاجرين المسلمين، وهو الأمر الذى لا يسفر إلا عن مزيد من العزلة وخلق أعضاء غير مخلصين فى المجتمع على حد قول الصحيفة الأمريكية. وأشارت واشنطن بوست إلى أن حظر النقاب يعد نوعا من الحرب الثقافية وليس إجراء لمكافحة الجريمة، كما يزعم أنصار القرار، ودللت على ذلك بتصريحات النائب البلجيكى دانيال باكولاين، الراعى الرسمى لقرار الحظر، على حد وصف الصحيفة، بأنه لم يتردد فى وصف هذا القانون بأنه نوع من الحرب الثقافية، حيث قال إن «النقاب هو تأكيد لعدد من القيم التى تتعارض مع القيم الأساسية والعالمية».. وفيما رأت الصحيفة أنه اتجاه أوروبى «قبيح»، قالت إن قضية ظاهرة حظر ارتداء النقاب تجتاح أوروبا، فبالإضافة إلى بلجيكاوفرنسا نجد إيطاليا وهولندا تدرسان حظره، رغم عدم وجود ما يبرر هذه التدابير عمليا. فلا يوجد سوى بضع عشرات من النساء فى بلجيكا ترتدين النقاب، فى حين لا يتجاوز عدد المنقبات فى فرنسا 1900 فى الجالية المسلمة التى يبلغ تعدادها 5 ملايين فى البلاد. والفكرة التى تقول إن النقاب يشكل تهديدا أمنيا أو ثقافيا أمر مضحك. وهؤلاء الذين يقولون إنهم يدافعون عن حقوق المرأة فى حقيقة الأمر عادوا بها إلى الوراء. إنهم بذلك ينتهكون الحقوق الأساسية من حرية التعبير والحرية الدينية، بل ويزيدون من تفاقم المشكلة التى يقولون إنهم يشعرون بالقلق بشأنها. إن حظر عاداتهم وملابسهم وأماكن عباداتهم لن يجعلهم أكثر التزاما بالثقافة الأوروبية، بل سيجعل أوروبا أقل حرية.