وكالات –أطلق كلاوس شواب مؤسس منتدى دافوس ومديره التنفيذي عشية بدء جلسات هذا المؤتمر الضخم الذي يؤمه في دورته الأربعين أكثر من 2400 من كبار المتنفذين في مجالات السياسة والاقتصاد والإعلام والطب والعلم والثقافة صرخة مدوية في بدء الاعمال محذرا من ثورة للفقراء ظل انهيار منظومة القيم والقواعد التي تحكم عمل المؤسسات الدولية. كلاوس شواب الذي أسس منتدى دافوس قبل أربعين عاما، قال إنه بينما لا يزال العالم يتعافى من آثار الأزمة المالية وما تبعها من أزمة اقتصادية، فإنه يتعين عليه أن يضع حلولا بعيدة الأمد للحيلولة دون تحول هذه الأزمة إلى أزمة اجتماعية. فالنظام القيمي والقواعد المنظمة لعمل المؤسسات الدولية لا تكفي، في رأي كلاوس شواب، للوفاء باحتياجات الناس في القرن الحادي والعشرين. أبعاد الأزمة الاجتماعية التي توشك أن تمسك بتلابيب العالم يرجعها شواب إلى أزمة الثقة في القيادة. ويدلل على ذلك بالقول إن أكثر من مائة وثلاثين ألف شخص شاركوا في استطلاع أجراه المنتدى أكدوا أن الشعوب لا تثق بقادتها سياسيين كانوا أم اقتصاديين، ومن ثم لا يثقون بأي سياسات يمكن لهؤلاء القادة أن ينتهجوها. الطريق الوحيد لاستعادة الثقة هو إدراك هؤلاء القادة أن هدفهم الأول يجب أن يكون خدمة مصالح الناس لا خدمة أهداف الشركات والمؤسسات اللرأسمالية العالمية. والبديل، والكلام لشواب، هو حالة من الفوضى السياسية والاقتصادية والاجتماعية. لا يفقد المدير التنفيذي لمنتدى دافوس الأمل في قيادات العالم، ويرى أن الأسلوب الذي عالجت به الحكومات الأزمة المالية العالمية، يمكن أن يكون نموذجا لمواجهة وضع أخطر حاليا على الساحة السياسية في ظل تزايد حدة الفقر والمؤشرات على تراجع أداء كثير من اقتصاديات دول العالم. كما يري شواب أن المشاركة المتزايدة لممثلي "الجنوب" في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس كرؤساء البرازيل وجنوب أفريقيا وكوريا إنما تعكس بواقعية ما يحدث في العالم من نمو اقتصادي ملحوظ تقود قاطرته بعض تلك الدول الأعضاء في مجموعة العشرين. بيت القصيد كما يقول شواب هو قدرة هذه الحكومات على التنسيق بين مصالح الناس ومتطلبات النظام الرأسمالي. فهناك الكثير من مبادرات الإصلاح والتنمية، لكن هناك قليلا من التنسيق، وهذا يُكسب مؤتمر دافوس هذا العام أهمية خاصة. اختار شواب لمؤتمر هذا العام شعار "تحسين وضع العالم..إعادة التفكير..إعادة التصميم..إعادة البناء"، ودعا له آلاف المشاركين الذين يسعون على مدى خمسة أيام في هذه البقعة الباردة من العالم إلى مواجهة بعض من أسخن قضاياه...فهل يا تُرى يفلحون؟!