هجوم علي خطيب الحرم المكي بسبب خطبة الجمعة الصحابي الجليل أخذ هدايا مع أموال الزكاة دون أن يعرف عدم جواز ذلك الوكاد - أفردت صحيفتا المدينة والوطن السعوديتان على صفحتيهما الأولى أمس الاثنين هجوما على الشيخ عبد الرحمن السديس احد أئمة الحرم المكي بسبب خطبته يوم الجمعة الماضي فقد عبر المستشار في الديوان الملكي الشيخ عبدالمحسن بن ناصر العبيكان عن اختلافه في الرأي مع إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبدالرحمن السديس حول وصفه الخونة واللصوص الذين تسببوا في كارثة جدة بأبناء ابن اللتبية. وقال العبيكان إن عبدالله ابن اللتبية رضي الله عنه صحابي جليل بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم لجمع الزكاة فأهدى له أهل الأموال هدايا خلاف الزكاة، فأخبر بما حصل معتقداً أن الهدية له جائزة وأنه لا يلزمه إلا تسليم الزكاة فقط، فبين النبي صلى الله عليه وسلم الحكم الشرعي وهو عدم جواز أخذ الهدية. وفيما رفض الشيخ السديس التعليق على وجهة نظر العبيكان قائلا: (أنا في نظري تهدئة الأمر ولا داعي للإثارة, وتلك وجهة نظري ولا أرى حتى نشره عندكم إن كنتم تريدون جمع الكلمة وعدم إثارة أهل العلم) قال العبيكان: إنه لو كان ابن اللتبية خائناً أو سارقاً لما أخبر بحقيقة الأمر وأخفى الهدية، مستندا في رأيه على ما أشار إليه ابن حجر في الفتح حيث قال: (إن تملكه ما أهدي له إنما كان لعلة كونه عاملاً، فاعتقد أن الذي أهدي له يستبد به دون أصحاب الحقوق). وأضاف العبيكان أنه حتى ولو قيل بأن ابن اللتبية أخطأ فلا يجوز سبه . وقال العبيكان ساءني جداً ما ورد في خطبة امام وخطيب في المسجد الحرام فضيلة الشيخ د. عبدالرحمن السديس - هدانا الله وإياه - والتي ألقيت يوم الجمعة الموافق 22/1/1431ه , من وصف الخونة واللصوص الذين تسببوا في كارثة جدة بأنهم احفاد ابن اللتبية , مع أن عبدالله بن اللتبية رضي الله عنه صحابي جليل بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم لجمع الزكاة فأهدى له أهل الأموال هدايا خلاف الزكاة , فأخبر بما حصل معتقداً أن الهدية له جائزة وأنه لا يلزمه إلا تسليم الزكاة فقط , فبيّن النبي صلى الله عليه وسلم الحكم الشرعي وهو عدم جواز أخذه للهدية ولو كان خائناً أو سارقاً لما أخبر بحقيقة الأمر وأخفى الهدية , وقد أشار إلى ذلك الإمام ابن حجر في الفتح ج12/ ص349 حيث قال: ( أن تملكه ما أهدي له إنما كان لعلة كونه عاملاً فأعتقد أن الذي أهدى له يستبد به دون أصحاب الحقوق...) ا. ه حتى ولو قيل بأن ابن اللتبية رضي الله عنه اخطأ فلا يجوز سبّه. فقد أجمع أهل الحق أنه لايجوز سبّ أحد من أصحاب الرسول لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفه) متفق عليه ,رواه البخاري 3473 ومسلم 2041 , وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لعن شارب الخمر والزانية عند إقامة الحد عليهما, فقد جاء في بعض روايات قصة الغامدية التي رجمها صلى الله عليه وسلم فيما رواه أحمد ومسلم وأبو داود وغيرهم أن خالد بن الوليد أقبل بحجر فرمى رأسها فتلطخ الدم على وجنتيه فسبّها فسمع النبي صلى الله عليه وسلم سبّه إياها فقال : « مَهْلاً يَا خَالِدُ فَوَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَقَدْ تَابَتْ تَوْبَةً لَوْ تَابَهَا صَاحِبُ مَكْسٍ لَغُفِرَ لَهُ ». ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا وَدُفِنَتْ.,أخرجه أحمد (5/347 , 348) ومسلم (5/120) وأبو داود (4442). وقد جيء للنبي صلى الله عليه وسلم برجل شرب الخمر فلعنه بعض الصحابة فقال صلى الله عليه وسلم: ( لاتلعنوه فإنه يُحب الله ورسوله ) رواه البخاري وتوضيحاً للحق ونصحاً للأمة ولئلا يغتّر أحد بمثل هذا الفعل فيتعرّض لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسب والتنقص, وجب التنبيه على مثل هذا الخطأ وخاصة أنه سُمع من على منبر المسجد الحرام