أبي بكر الضاحية، هو الاسم الذي يطلقه حزب الله على المرجع الشيعي السيد محمد حسين فضل الله، نظراً للفتاوى التي أصدرها وتحرم الانقسام بين المسلمين لا سيما أن الحزب يعتبره غير مؤهل لأن يكون مرجعاً شيعياً. وتعود الحملات القديمة المتجددة ضد السيد فضل الله، لزمن القتال بين حزب الله وحركة امل، عندما كان الحزب يتستر خلف عباءة فضل الله بقرار ايراني للوصول الى إنشاء دولته الخاصة على ارض لبنان. حينها طالب الإيرانيون فضل الله اصدار فتوى تجيز القتال ضد حركة امل، الا أنه رفض قائلا: "ان هذه الفتوى تحتاج الى رقبة دسمة لتحتملها وهذا ما لا املكه"، وبعدما أحكم الحزب السيطرة على المناطق الشيعية كافة بما فيها الضاحية الجنوبية، حيث منزل فضل الله، ومكتبه ومؤسسة "هيئة المبرات الاجتماعية" التابعة له، بدأ يتعرض له عبر إرسال المدسوسين والمأجورين الى محيط منزله لازعاجه ليلاً وكيل الشتائم له. ولم يكتف بتلك الممارسات بل منع معظم المكتبات الواقعة في مناطق سيطرته من بيع مؤلفات فضل الله لاسيما المتعلقة ببعض الفتاوى. كما منعوا رفع صوره، وكانت أخطر الحوادث الامنية التي تعرض لها فضل الله عندما أطلقت عناصر من حزب الله الرصاص على منزله وحرسه، ومكتبه . وأتت هذه الحادثة بعد رأي فقهي أصدره فضل الله نفى بموجبه صحة ما يتداوله الحزب، ويدّعيه مرشد الثورة علي خامنئي، عن أن الخليفة ابي بكر الصديق تعرض بالضرب لفاطمة الزهراء، بعد وفاة النبي (ص)، ما أدى الى كسر ضلعها وسقوط حملها. وواصل حزب الله تهجمه إذ راح يهدد طلاب الحوزة الدينية التابعة لفضل الله ويرهّبهم في الشوارع وحتى في منازلهم عارضاً على بعضهم مغريات مادية، مقابل انتقالهم للحوزات التابعة للحزب. كما عمد الحزب الى منع الفتية من الذهاب الى مسجد الامامين الحسنين للصلاة خلف فضل الله، مطلقين على المسجد لقب مسجد "القلعة" بقصد الاستهزاء. وللحزب حكايات مع فضل الله، فمنذ فترة ليست ببعيدة وقف عنصر من أمن حزب الله من بين المصلين في مسجد وقاطع فضل الله خلال إلقائه خطبة وطالبه بالتراجع عن فتوى كان اصدرها وتحرم شتم الصحابة، وقال له "هؤلاء لم يكونوا من الصحابة ولم يكونوا ايضا على قدر من المسؤولية كي يتولوا إدارة شؤون المسلمين". وعندما أصرّ فضل الله على صحة فتواه، راح العنصر يشتم داخل المسجد وقال لفضل الله، من الآن وصاعداً أنت"ابي بكر الضاحية". معلوم ان جوهر الازمة بين فضل الله وايران يعود الى طرح الاخير نفسه كمرجعية شيعية مستقلة خارج الحوزات الإيرانية. وتشن ايران حربا شعواء ضد فضل الله وتتهمه بمحاولة طمس الهوية الشيعية ومجاراته السعودية. وقال محمد نفي بهجت "ان السيد فضل الله مشروع وهابي ينخر في كيان التشيع"، كما دعا آية الله الخرساني المؤمنين الشيعة لاسقاطه قائلا فيه "ان قتله لن يجدي وإنما سيجعل أفكاره اكثر شهرة"، كما اتهموه بالارتداد عن المذهب الشيعي لتحريمه الاساءة للصحابة وسبهم. .