سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عناصر‮ ‬إرهابية‮ ‬ من السلفية في الجزائر تخترق‮ ‬الولائم‮ ‬والأعراس بهدف‮ ‬بعث‮ ‬خلايا‮ ‬التجنيد
لجأ نشطاء التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال تحت إمرة عبد المالك درودكال (أبو مصعب عبد الودود) الى استغلال بعض حفلات الزفاف والمآتم في مناطق محددة ،خاصة وسط البلاد لتفعيل الاتصالات والخلايا النائمة للتجنيد والدعم بعد تضييق الخناق على تحركاتهم‮ ‬واختراق‮ ‬ورصد‮ ‬المكالمات‮ ‬الهاتفية‮.‬ وحسب صحيفة الشروق اليومي الجزائرية اليوم الثلاثاء ذكرت مصادر تشتغل على هذا الملف أن مواطنين في عدة مناطق وسط البلاد، خاصة بولايات المدية، تيبازة والبليدة، أبلغوا جهات أمنية عن رصد أشخاص غرباء عن المنطقة في مناسبات عديدة، خاصة الأعراس والمآتم، حيث يحضر هؤلاء غالبا في حفل العشاء ويغادرون‮ ‬المكان‮ ‬بعد‮ ‬أقل‮ ‬من‮ ‬20‮ ‬دقيقة‮ ‬باتجاه‮ ‬مجهول‮.‬ وجندت مصالح الأمن بناء على بلاغات المواطنين عددا من أفرادها بالزي المدني بالمناطق المشبوهة، وتوصلت التحريات الأولية، أن إرهابيين أصبحوا يتنقلون في الآونة الأخيرة الى مساكن أقاربهم الكائنة في قرى دواوير بحجة رؤية أهاليهم ولقائهم عند أقاربهم البعيدين في أماكن آمنة في ظل الرقابة الأمنية المفروضة على منازلهم العائلية، وتنقلهم لزيارة أهاليهم لا يثير شكوك مصالح الأمن، حيث يستغل الإرهابيون غالبا الأعراس والمآتم للتسلل وسط الضيوف على أن يجتمعوا في غرفة معزولة، حيث يضبطون المخطط الإرهابي ويتبادلون المعلومات والأوامر‮ ‬للتحرك‮ ‬وأيضا‮ ‬لتفعيل‮ ‬شبكات‮ ‬الدعم‮ ‬وخلايا‮ ‬التجنيد‮.‬ وتفيد‮ ‬معلومات‮ ‬أمنية‮ ‬أن‮ ‬تعداد‮ ‬أفراد‮ ‬هذه‮ ‬الجماعة‮ ‬يتراوح‮ ‬بين‮ ‬5‮ ‬و8‮ ‬أفراد‮ ‬يتنقلون‮ ‬الى‮ ‬مناطق‮ ‬يصعب‮ ‬التعرف‮ ‬فيها‮ ‬عليهم،‮ ‬يلتقون‮ ‬مع‮ ‬أتباعهم‮ ‬وأفراد‮ ‬الدعم‮ ‬والإسناد‮ ‬لتوجيههم‮.‬ ويكون أتباع درودكال قد لجأوا الى هذه الوسيلة بعد رصد تحركاتهم واتصالاتهم الهاتفية من طرف أجهزة الأمن المتخصصة مما أدى الى إحباط العديد من المخططات الإرهابية والاعتداءات الانتحارية إضافة الى رهان التنظيم الإرهابي على تفعيل النشاط الإرهابي في منطقة المتيجة والمناطق‮ ‬القريبة‮ ‬من‮ ‬محيط‮ ‬العاصمة،‮ ‬كما‮ ‬يستغل‮ ‬الإرهابيون‮ ‬هذه‮ ‬التنقلات‮ ‬لجمع‮ ‬المؤونة‮.‬ وتشير تقارير أمنية، الى استغلال تنظيم درودكال للأعراس والمآتم للتنقل وتفعيل الاتصالات والتجنيد، وهي استرتيجية تنظيم "الجيا" في سنوات سابقة قبل زواله، حيث كانت مصالح الأمن قد فرضت رقابة على مواكب الأعراس والمآتم في المناطق المشبوهة القريبة من معاقل الجماعات الإرهابية باتجاه المدن بعد توفر معلومات أمنية عن تنقل إرهابيين بعد تسللهم في مواكب الأعراس، وسجل خضوع العديد من المواكب الى التفتيش باستخدام كواشف المواد المتفجرة إضافة الى الأشخاص المشبوهين، وكانت مصالح الأمن قد قامت بتحقيق في العديد من الأعراس التي كانت تقام في فيلات في طور الإنجاز في أماكن معزولة نسبيا، ويلتقي المدعوون القادمون من مختلف الولايات فيها على خطبة بمكبر الصوت تتضمن دعوة للانضمام لصفوف الجهاد لنصرة العراق وفلسطين ويتخللها أحيانا بث أشرطة فيديو للعمليات الانتحارية في العراق. وتأتي هذه الإجراءات بعد تشديد الرقابة على المساجد والمخيمات الصيفية التي كانت نقاط التقاء خلايا التجنيد التي استغلت حماسة الشباب والتزامهم لتجنيدهم في اعتداءات انتحارية قبل أن تقرر السلطات الأمنية منع التخييم والحلقات غير المرخصة في بيوت الله، لتبحث جماعة درودكال‮ ‬عن‮ ‬منفذ‮ ‬آخر‮.‬