كشفت صحيفة " كوميرسانت " الروسية في عددها الصادر أمس الجمعة، عن زيارة خاطفة لوزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل لموسكو استغرقت ساعات قليلة. الوزير السعودي زار موسكو يوم الخميس الماضي والتقى مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين لمدة أربع ساعات. واكتفت مصادر الكرملين بالقول إن سعود الفيصل بحث مع الرئيس الروسي الوضع في الشرق الأوسط والتعاون الثنائي بين روسيا والسعودية. غير أن الصحيفة الروسية تشير إلى أن سعود الفيصل حمل رسالة من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى الرئيس الروسي تناولت تطورات الوضع في الشرق الأوسط. وتقول الصحيفة إن كل الدلائل تشير إلى أن الوزير السعودي حمل رسالة أخرى غير خطية تناولت القلق السعودي بشأن التعاون الروسي الإيراني. وتواصل الصحيفة الروسية تسليط الضوء على زيارة الفيصل الخاطفة إلى الكرملين بالإشارة إلى أن الفيصل سعى إلى إقناع الروس بأن تقوية إيران قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط. وتتحدث صحيفة " كوميرسانت " عن خطة سعودية لدرء الخطر الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، خطة يجب أن تلعب موسكووالرياض دورا رئيسيا في تنفيذها وتتضمن الخطة حسب الصحيفة الروسية تخلي روسيا عن مواصلة التعاون مع إيران وبالأخص في المجال النووي والعسكري. ولأن روسيا ستواجه خسائر مالية في هذه الحالة فإن السعودية تعتزم التعاقد على شراء ما تنتجه روسيا من معدات عسكرية. وفي هذا الإطار تشير الصحيفة الروسية إلى أن السعودية تعرض التوقيع مع روسيا على صفقة مدرعات "ب إم ب 3" بقيمة إجمالية تقارب 200 مليون دولار، وصفقة دبابات "تي 90 إس" بقيمة إجمالية مقدارها 600 مليون دولار، وصفقة مروحيات بقيمة إجمالية تقارب 6ر1 مليار دولار. وتؤكد " كوميرسانت " استنادا إلى مصادر مطلعة في الكرملين أن الرياض لن تكتفي بصفقات الأسلحة، بل ستدعو روسيا للدخول في تعاون اقتصادي استراتيجي يرتقي بحجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 50 مليار دولار بعد خمسة أعوام. وفي سياق هذه الخطة ستبدي السعودية استعدادها لمنح الشركات الروسية وضع الشركات الأجنبية الأكثر تفضيلا خلال العمل في المملكة. وتقول الصحيفة الروسية إنه من المنتظر أن يؤكد السعوديون جدية نواياهم في مقابلة مع ممثلي الشركات الروسية الكبيرة في أقرب وقت من خلال مؤتمر لرجال الأعمال الروس والسعوديين. ولم يعلق الكرملين على ما أوردته الصحيفة الروسية المطلعة، كما أن الرياض تلتزم الصمت أيضا. غير أن مصادر الكرملين أعلنت في الخامس عشر من الشهر الجاري أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يؤيد مبادرة المملكة العربية السعودية الرامية إلى توقيع اتفاقية تعاون بين الحكومتين الروسية والسعودية. ومع ذلك يبقى كل ما أوردته صحيفة " كوميرسانت " على ذمتها كوسيلة إعلام هامة في روسيا.