بروكسيل، انقرة - أ ف ب - كشف ديبلوماسيون روس أمس، ان مبادرة الرئيس الأميركي باراك اوباما التخلي عن نشر درع صاروخية في شرق أوروبا، لا تقتصر على رغبة في تحسين العلاقات فحسب، بل تطاول الملف النووي لإيران. وأوضحوا ان واشنطن تريد في مقابل تخليها عن «الدرع» ان تتخذ موسكو موقفاً اكثر حزماً من البرنامج النووي الإيراني، فيما دعا حلف شمال الأطلسي (ناتو) الى ربط أنظمة الدفاع المضادة للصواريخ التابعة للغرب وروسيا في مواجهة التهديد الإيراني. وصرح الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بأن الكرملين لن يقبل أي «تسوية أو مقايضة» مع الولاياتالمتحدة، بعد تخليها عن «الدرع». وأضاف: «إذا استمع شركاؤنا الى بعض مخاوفنا، سنكون اكثر مراعاة لمخاوفهم. هذا لا يعني تسويات أو مقايضات». وقال مصدر ديبلوماسي في موسكو لصحيفة «كوميرسانت» الروسية: «الأميركيون يطلبون منا وقف بيع طهران صواريخ من طراز اس-300 المضادة للطيران والتي يمكن ان نشرها في محيط منشآت نووية إيرانية، ودعم قرار في مجلس الأمن يفرض عقوبات (مشددة) على طهران». وفيما أكد مندوب روسيا لدى «الأطلسي» ديمتري روغوزين أن بلاده لن تقدم تنازلات عن مواقفها في مقابل الخطوة الأميركية،»لأننا يجب ألا ندفع ثمن إصلاح أخطاء الإدارة الأميركية السابقة»، طالب الأمين العام للحلف أندريس فوغ راسموسن، موسكو بالانضمام الى الدول الغربية ل «ممارسة حد أقصى من الضغط» على إيران كي تتخلى عن طموحاتها النووية. وأيد ربط أنظمة الدفاع المضادة للصواريخ التابعة للولايات المتحدة والحلف الأطلسي وروسيا «في الوقت المناسب»، ما سيجدد فكرة طرحتها للمرة الأولى الولاياتالمتحدة والحلف وروسيا على هامش قمة بوخارست للدول الغربية في نيسان (أبريل) 2008. اقتراحات الشراكة وقدم الأمين العام ل «الأطلسي» ثلاثة اقتراحات لتعزيز الشراكة بين الحلف وروسيا، تشمل النظر في تعزيز التعاون بين الطرفين في كل المجالات التي تتقاطع فيها مصالح مشتركة، وبينها مكافحة الإرهاب وحظر انتشار أسلحة الدمار الشامل، وإرساء الاستقرار في أفغانستان، وإحياء «مجلس الحلف الأطلسي - روسيا»، «للبحث في كل المواضيع من دون أحكام مسبقة»، ومناقشة التحديات الأمنية الجديدة في القرن الواحد والعشرين. وفي ظل ترقب موسكو آليات التطبيق الفعلي للمقاربة الأميركية الجديدة لمشروع «الدرع»، كشف مسؤول بارز في وزارة الدفاع الروسية إن هيئة الأركان العامة «ستجمد قرار نشر صواريخ من طراز اسكندر في إقليم كاليننغراد (غرب)، وقد تتخلى عنه بالكامل بسبب انتفاء الحاجة اليه». الى ذلك، وصف رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين القرار الأميركي بالتخلي عن نشر «الدرع الصاروخية» في شرق أوروبا بأنه «شجاع ويوحي لنا بأفكار إيجابية». وأمل بأن تتبعه قرارات أخرى لرفع قيود مفروضة منذ حقبة الاتحاد السوفياتي السابق على واردات التكنولوجيا الحساسة الى روسيا، ومساعدتها في المساعي التي تبذلها للانضمام الى منظمة التجارة العالمية. من الشرق الأوسط الى القوقاز على صعيد آخر، أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن صفقة شراء صواريخ من طراز «باتريوت» من الولاياتالمتحدة بقيمة 7.8 بليون دولار غير موجهة ضدّ إيران أو أي دولة في المنطقة. وقال: «لا نستطيع خلق جوّ دائم من الأمن من دون أن نعتمد اقتصادياً على بعضنا بعضاً». وأكد أن تركيا ستزيد تأثيرها في المنطقة، و «هذه المشاريع لا تنحصر في الشرق الأوسط بل تشمل البلقان والقوقاز أيضاً».