انطلق بالعاصمة الفرنسية باريس السبت أسبوع مناهضة الاستعمار الذي بادرت بتنظيمه أكثر من 70 منظمة و جمعية تحت شعار "مقاومة استعمار الأمس و اليوم والغد" و يستمر إلى غاية 24 الجاري ويأتي تنظيم هذا الأسبوع بعد عودة طرح موضوع تمجيد المساهمات الإيجابية للاستعمار بقوة في الساحة الفرنسية، اثر تعديل السلطات الفرنسية لقانون 2005 الذي صادقت عليه الجمعية الوطنية الفرنسية و الممجد للنتائج الإيجابية للاستعمار. في وقت ساهمت فيه فرنسا لأكثر من أربعة قرون في المتاجرة بالرقيق و ترحيل السكان و في المجازر التي اقترفتها في حق الشعوب الإفريقية، و فرض قانونها على عشرات الشعوب التي سلبت ثرواتها و دمرت محاصيلها و مسحت تقاليدها و تاريخها و ذاكرتها. ويهدف هذا الأسبوع إلى الإعلام حول رهانات مناهضة الاستعمار و ترقية القيم المناهضة للاستعمار و المساواة، و التأكيد على التضامن مع الشعوب التي لا زالت تناضل من أجل استرجاع استقلالها الوطني و أراضيها المحتلة و حقوقها المسلوبة على غرار الشعبين الفلسطيني و والعراقي... وفي هذا السياق قال المؤرخ هانري بويلو صاحب كتاب حول ممارسة التعذيب من طرف المضليين في فيلا يوزيني المشهورة خلال حرب التحرير الجزائرية ، أن هذا الملتقى سيتناول دراسة حول الاستعمار، و كيف استطان بعد عهد الرق و كيف حاول أن يثبت ويستعمل اليمين الفرنسي اليوم هذا التمجيد في بناء مشروعه السياسي. وقد برمجت ثلاث موائد مستديرة خلال هذا الملتقى تتناول استطان الاستعمار و الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية، و حروب التحرير الوطنية، و بعث تمجيد الدور الايجابي للفترة الاستعمارية من جديد، و ذلك بمشاركة جامعيين و مؤرحين و منشطي الحركة الجمعوية بفرنسا. كما يتضمن هذا الأسبوع المناهض للاستعمار عدة تظاهرات منها "ليلة للفيلم الاستعماري"، و سهرات نقاش حول القضايا العادلة الصحراوية و الفلسطينية و معارض للصور و الكتب. المنظمون قرروا كذلك إجراء تجمع في 23 فيفري الجاري واعتصام أمام مقر وزارة الهجرة للتنديد بإنشاء وزارة خاصة للتمجيد بالاستعمار