انتقد خبيران استراتيجيان قرار خفض مستوى تمثيل مصر فى قمة الدوحة، ووصفاه ب«القرار الخاطئ»، باعتباره يؤدى إلى استمرار غياب الدور المصرى عن القمة العربية لدورتين متتاليتين. ووفقا لما نشرته صحيفة المصري اليوم في عددها اليوم الأحد ، اعتبر الخبيران أن القرار بمثابة «رد فعل» للسياسات القطرية ضد مصر، والتى يفترض أن تكون القاهرة «أكبر من ذلك»، وأن تتعامل مع الدوحة بمنهج مختلف. كانت مصر شاركت أيضا بتمثيل منخفض فى القمة العربية الماضية، التى عقدت فى دمشق. وأوضح الدكتور وحيد عبدالمجيد، نائب رئيس مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام، أن خفض مستوى التمثيل كان متوقعا، ولكن ليس بهذا المستوى، مشيرا إلى أن التقدم النسبى فى تنقية الأجواء شمل فقط مصر والسعودية وسوريا ولم يشمل قطر، التى ظلت العلاقات معها ملبدة بالكثير من الغيوم. وقال عبد المجيد المتوقع هو غياب الرئيس مبارك، ولكن غياب حتى وزير الخارجية يعتبر خطأ مصريا جديدا فى التعامل مع الواقع العربى، فمصر أكبر من أن تغيب لمرتين متتاليتين. وأضاف أنه على الرغم من تقديرنا لشخص الوزير مفيد شهاب، رئيس الوفد المصرى، فإن ذلك يعتبر غيابا مصريا عن القمة سيؤثر بشكل سلبى بخلاف ما يعتقد صانعو القرار «الذين كان عليهم التعاطى مع قطر بمنهج مختلف، يؤكد دور مصر الكبير، الذى لا يخضع لخلاف مع هذه الدولة أو تلك»، مشيرا إلى أنه كان يتمنى أن تطرح قطر، باعتبارها البلد المضيف للقمة، مبادرة مع مصر لتنقية الأجواء، إلا أنها لم تفعل، الأمر الذى سيعكس سلبيا على أعمال القمة وبصفة خاصة موضوع المصالحة العربية. من جانبه، قال الدكتور عمرو الشوبكى، الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن القمم العربية لم تعد ذى جدوى، طالما دخلت الدول العربية بمعارك صغيرة لهذه الدرجة، لافتا إلى أن قطر تعتمد فى دورها على عمل معارك صغيرة، حيث أرسلت وفدا ذا مستوى منخفض لدعوة مصر، على عكس العادة، وللأسف كان رد الفعل المصرى لقطر باعتبارها «ندا». واستطرد الشوبكى: لكن القمم العربية سواء حضرها الرئيس مبارك أو لم يحضرها، تحولت إلى «اجتماعات للدردشة وإبراء الذمة»، معتبرًا أن المستفيد الوحيد منها هو قناة الجزيرة، باعتبارها فرصة لتغطية إعلامية كبيرة. وأشار إلى أن موضوع المصالحة أو ترتيب الأجواء المتوترة لن يحل المشكلة، وأن دول الممانعة أو الاعتدال كلاهما غير فعال، لافتا إلى أن الأحداث أثبتت أن قمة تنقية الأجواء التى عقدت الشهر الماضي بالسعودية «حبر على ورق»، ولم نر لها نتائج على الواقع.