تظاهر عشرات الصحفيين في العاصمة الموريتانية نواكشوط تنديدا باعتقال صحفي يعمل لدى صحيفة "تقدمي" الالكترونية مطالبين بالإفراج عنه ومتهمين المجلس الأعلى للدولة الحاكم بالتضييق على الإعلاميين. ووفقا لما بثته وكالة الأخبار المستقلة الموريتانية امس فقد رفضت السلطات الأمنية بنواكشوط السماح للإعلاميين بالتظاهر أمام مباني الأممالمتحدة . وقال أحد عناصر الأمن للصحفيين "ممنوع التظاهر.. عليكم الانسحاب بسرعة من المكان" قبل أن يطلق آخر قنابل مسيلة للدموع كانت بيديه ومعه العشرات من عناصر الأمن مما أدى إلى تفريق المظاهرات المنددة بقمع الصحفيين. وقال مندوب وكالة أنباء الأخبار المستقلة إن الساحة الواقعة بين مفوضية الشرطة والأممالمتحدة غطتها سحب الدخان وإن عشرات الصحفيين تلقوا إساءات بالغة من عناصر الأمن، كما مزقت شعارات كانوا يحملونها تعاطفا مع زميلهم المعتقل. من جهة ثانية، قال جبريل جالو، وهو أحد محرري "تقدمي" البارزين، في تصريح لوكالة أنباء "الأخبار" المستقلة اليوم الاثنين 16 مارس 2009 إن إدارة الموقع فوجئت بالتناقض الصارخ الذي يمارس حاليا من طرف السلطة العسكرية المنبثقة عن الانقلاب حيث أعلن الجنرال ولد عبد العزيز عزمه على ضمان حماية الحريات بما فيها الحريات الإعلامية والسياسية". وأضاف جالو: "وفي أقل من أربعة وعشرين ساعة تم اقتياد الزميل أبو العباس ولد أبراهام بطريقة مهينة وصبيانية لا تمت لاحترام الحريات بصلة وتنتمي لأساليب القمع السياسي المحترف في ظل أعتى الدكتاتورية التي حكمت البلاد بل وفي العالم بأسره". وشدد جبريل جالو على "أن المفاجأة الثانية تمثلت في الإقدام على حجب الموقع هذا الزوال في محاولة بائسة لإسكات صوت إعلامي حر، غير أننا نؤكد أننا سنظل نواصل العمل حتى لا يتحقق هدف النظام العسكري الدكتاتوري بإسكات الأصوات الرافضة للإجهاز على الحريات والديمقراطية في البلاد مهما كلف الثمن. وناشد السيد جالو القوى الحية في البلد والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان وحرية الصحافة بفضح ما أسماه "الأساليب المميتة البوليسية للشلة العسكرية"، قائلا إن حرية التعبير في موريتانيا باتت مهددة، وفق تعبيره