هو أجمل عرفان بجميل الشارقة في إصدار «المعجم التاريخي للغة العربية»؟ بداهةً، هو أن ينهل أكبر عدد من العرب من معينه. البشرى الزاهرة هي أن جميع الأجزاء السبعة والعشرين والمئة، ستكون على الشبكة في متناول المتصفحين في الرابع عشر من أكتوبر الجاري. هل داعب مهجتك أمل أن يكتمل تحقيق الحلم اللغوي الثقافي، بقابلية تنزيل كل المجلدات في ملفات «بي. دي. إف». غير أن التنزيل مسألة فيها نظر. فقد غدت محيطات العلوم والمعارف المتاح تنزيلها من العنكبوتية، من قبيل: البحر لا يكال بالكشتبان، ولا محيط الأرض بالشبر. بتعبير الطغرائي: «فيمَ اقتحامُك لجَّ البحر تركبهُ.. وأنت تكفيك منه مصّة الوَشَلِ»، أن تضع إصبعك في القليل من الماء وتمصّ أنهذا العرفان بالجميل، مع الاعتذار، أجمله ينتظره عشاق العربية من جمهرة اللغويين العارفين بخصائص اللغة والتأصيل والتأثيل والتجذير، وذوي الاختصاصات في اللغات الساميّة والأفروآسيوية وغيرها، جرياً على عادة القدامى والمعاصرين في المستدركات، التي تُعَدُّ الكتب التي ألّفت فيها مكتبةً في حدّ ذاتها. من بينها المستدرك على معجم «لسان العرب» لابن منظور، وقاموس «تاج العروس» لمرتضى الزبيدي... وهذا النهج كثير في مجالات شتى كالحديث والتاريخ. هذه المنهجية العلمية التعقيبيّة الاستدراكية، ستضفي على المعجم التاريخي الفريد حيويةً نابضةً على الدوام. أمّا كيف يكون ذلك؟ فترسيخاً لقيمة حريات الفكر والرأي والتعبير، في مقدور المجمع اللغوي بالشارقة، أن يخصص في موقعه على الشبكة، جناحاً للمستدرَكات بكل أريحية ورحابة ذهن، مع فتح الموقع باب التفاعل للضالعين في علوم اللغة، خشية أن يؤدي إفساح المجال للعموم، إلى هبوط مستوى المداخلات. مسألة التفاعل هذه أثارت لدى القلم مقترحاً يراه جديراً بالطرح: أن يُعِدّ تلفزيون الشارقة برنامجاً تفاعليّاً بين علماء اللغة ممّن لم يشاركوا في إنجاز المعجم التاريخي، ولا مانع قطعاً من مشاركة بعض المشاركين في المشروع العملاق، بل إن حضور الأخيرين مطلوب لإضفاء جوّ وهّاج حيوي على البرنامج. يمكن أن تكون مشاركة العلماء افتراضيةً، أي من خارج دولة الإمارات. أهل الإنتاج الثقافي للتلفزيون أدرى بشعابه، وهم يعرفون كيف يكون الإعداد الجيّد، عبر التخطيط للحلقات التالية مسبقاً بتحديد علماء اللغة وإعلامهم بالمواد اللغوية قبل شهر من البث أو أكثر. لزوم مايلزم: النتيجة الأمليّة: التفاعل بين اللغة والثقافة والإعلام، سيساعد على إحياء علوم اللغة العربية. [email protected] نقلا عن الخليج الاماراتية