لعب العلاقات العامة دوراً حساساً في عكس الصورة الذهنية للمكان الذي تنتمي له أياً كان: (مؤسسة، هيئة، شركة،.. غيرها) وتكمن أهمية غربلة الأشخاص المتقدمين لوظيفة العلاقات العامة واختيارهم بعناية،وعدم الاستخفاف بأهمية دورهم، لكونهم واجهة المؤسسة المشرفة، ويجب أن يمتلكوا مواصفات خاصة تؤهلهم لأن يكونوا في الصف الأمامي الذي يواجه الجمهور، (كاريزما، مظهر حسن، طلاقة وجه ولسان، ثقافة ووعي بالتواصل واستخدام المفردات المناسبة لذلك، الإلمام المبدئي بالبروتوكولات والمراسم، والقدرة على التخطيط المبدئي على الأقل للأحداث الخاصة بالمؤسسة)، فموظف العلاقات إن لم يكن على وعي كاف بأهمية دوره في بناء الصورة العامة للمؤسسة فمن المحتمل جداً أن يسيء للمكان، ويوقع المؤسسة في إحراجات وأزمات من الصعب الخروج منها، بالأخص ونحن في عصر وسائل التواصل التي تساهم في توسيع الفجوة بتداول المقاطع والتعليقات السلبية، وهذا ما حدث لأكثر من مرة والسبب موظفو علاقات عامة محدودو المعرفة والخبرة، يعملون بناءً على اجتهادات شخصية، فيقعون فريسة للدفاع بدلاً من أن يمنحوا الشركة الفرصة للتفاعل الإيجابي الفعال مع المجتمع المحلي، وبناء شراكات استراتيجية قوية. أحد أهم تعريفات العلاقات العامة: (أنها وظيفة إدارية متميزة تساعد في تكوين وإدامة خطوط اتصال ثنائية في تحقيق تفاهم التعاون والقبول بين المنظمة وجماهيرها) فخطورة وميزة موظف العلاقات العامة تكمن في اختيار الشخص الصحيح في المكان الصحيح، لأن الانطباع الذي يتركه تعامله، هوما يحدد تكرار التجربة من عدمها، ويعتبر (الجانب الإعلامي) من أهم الجهات التي يجب العناية بها على وجه الخصوص، لأنه هو القلم الذي يكتب والعين التي تنقل الحدث والكاميرا التي تلتقط الصور، فمتى ما كانت علاقاته جيدة معهم ضمن محتوى جيد، وانطباع ذي تأثير ينعكس على شريحة الجماهير لأن الناس تثق بالقلم والفكر. تعتبر العلاقات العامة، أو(التواصل المؤسسي) أحد أهم العناصر الحيوية لنجاح أي مؤسسة، فهي الجسر الذي يربط بين المؤسسة والجمهور والمجتمع المحيط، وتقع عليها مسؤولية تأسيس وتعزيز التواصل مع الجمهور المستهدف، وبناء ثقة دائمة معهم لضمان نجاح واستمرارية العمل التنظيمي، فهل هذا ما نجده بالفعل في مواصفات ومقاييس موظفي العلاقات العامة الذين نواجههم؟؟ وهل حقا هم يملؤون أماكنهم التي نجدها غالباً فارغة في كل محفل تسوده الفوضى في التنظيم؟ نقلا عن الجزيرة