لم يدر بخلدنا أن نجد منطقة في الولاياتالمتحدة تعرف باسم فلسطين الصغيرة. لكن بلدة بريدج فيو الواقعة في ضواحي مدينة شيكاغو الأمريكية تعرف بهذا الإسم منذ سنوات نظرا لكثافة الوجود الفلسطيني. تجولنا في المكان لنجد متاجر ومطاعم كتبت أسماؤها بالعربية. شاهدنا العلم الفلسطيني يتدلى من بعض شرفات المنازل، كما رفعت لافتات تطالب بوقف إطلاق النار في غزة. قد تنسى أحيانا أنك في الولاياتالمتحدة. لكننا علمنا أن هذا التضامن قد يكون ثمنه باهظا أحيانا. تقول ليلى، ، المولودة في الولاياتالمتحدة، إنها تلقت خطابين متتالين يحملان تهديدات بالقتل بسبب لافتة رفعتها في حديقة منزل وكتب عليها بالإنجليزية "حرروا فلسطين" وتخبرني أن أكثر ما يؤلمها هو ارتباط هويتها كامرأة عربية مسلمة بالإرهاب والعنف في نظر بعض المحيطين بها. ترتسم على وجه ليلى، الأم لثلاثة أطفال، ملامح الانزعاج، أثناء حديثها عن أثر تلك التهديدات على حياتها. وتقول وهي تحبس دموعها: "لم أعد أغادر منزلي كما كنت أعتاد من قبل. أحيانا أتصور أن مرسل الخطاب قد يخطف أحدا من أولادي ليعاقبني. وأخبرت أبنائي أنهم إذا رأوا أحدا يأتي لمهاجمتي، فعليهم أن يسرعوا بالعودة للمنزل ولا يقفوا للدفاع عني. تحدثني ليلى قائلة إن هذه التجربةالقاسية تعيد إلى ذهنها ذكريات هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول وما تلاها. وتضيف "أذكر حينها أن كثيرا من زملائي في المدرسة توقفوا عن الحديث معي. فخطاب الكراهية ليس بجديد علي"