كان يوم الخميس 29/11/2012 يوماً تاريخياً للشعب الفلسطيني. فبعد 65 عاماً من الشتات واعتبار الشعب الفلسطيني شعباً من اللاجئين صوتت 138 دولة لصالح انضمام فلسطين كدولة غير عضو في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بينما عارضت القرار تسع دول، وامتنعت 41 دولة عن التصويت. هذه الموافقة تعني بأنه أصبح للفلسطينيين أخيراً بلد ينتمون إليه ويحملون جواز سفره .. حتى ولو كان هذا البلد لازال ناقص السيادة، ولا زالت أراضيه تحت نير الاحتلال. *** وإذا نظرنا إلى مواقف الدول التي قامت بالتصويت لتصبح فلسطين الدولة 194 في الأممالمتحدة فإنها تنقسم إلى ثلاث فئات: الأولى، وهي الأكثرية صوتت مع الحق والأخلاق .. عبّرعنها وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو في خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل بدء التصويت الذي قال فيه:" أدعو كافة الأعضاء اليوم، إلى القيام بمسؤولياتهم تجاه الشعب الفلسطيني، والإيفاء بوعودهم التي قطعوها، من أجل الوصول إلى حقوقه المشروعة". مؤكداً على أن مشروع التصويت لصالح فلسطين، هو خطوة أولى على الطريق الصحيح، لجلب الرخاء لأبناء الشعب الفلسطيني، وبان العلم الفلسطيني يجب أن يرفرف بعد لحظات، فوق مبنى الأممالمتحدة. *** أما الفئة الثانية التي صوتت ضد انضمام فلسطين فإن فيها من الدول الصغيرة والتابعة التي يشكل خروجها عن الإرادة الأمريكية تهديداً لمصالحها وهي دول لا تملك إرادتها ولا يمكن أن نحملها كثيراً من اللوم أو العتب. لكننا لا يمكن أن نجد مخرجاً أخلاقياً لدول مثل الولاياتالمتحدة وكندا التي صوتت ضد المشروع الفلسطيني. فإن كنا لا نتوقع من إسرائيل التصويت مع إقامة دولة فلسطينية، فإننا لا نجد للولايات المتحدة، وكندا أي مبرر لموقفهما غير الأخلاقي. وإذا كانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قد وصفت تصويت الأممالمتحدة على قرار فلسطين بأنه "مؤسف وغير بناء"، فإن سوزان رايس المندوبة الأمريكية في الأممالمتحدة كانت أكثر وضوحاً حين تبنت الموقف الإسرائيلي كاملاً .. ولكن بلسان أمريكي. *** أما تلك الدول المُنافقة التي امتنعت عن التصويت، فتأتي المملكة المتحدة التي اختارت اللاموقف بعدم التصويت، في محاولة إرضاء جميع الأطراف والمحافظة على شعرة معاوية من خلال الحرص على إتباع مواقف متشابهة مع المواقف الأمريكية من ناحية ، وبحيث لا تغضب العرب من ناحية ثانية ، ولا تلغي دعمها ل (إسرائيل) من ناحية ثالثة.. وهو ما يعكس موقفا غير أخلاقي عليها أن تخجل منه. وكانت مسؤولية بريطانيا التاريخية عن نكبة الشعب الفلسطيني توجب عليها أن تكون أكثر مسؤولية تجاه قضيتهم بأن تتخذ مواقف تتسم بالأخلاقية والقانونية. وكان تأييدها للمشروع الفلسطيني فرصة لوضع نقطة بيضاء في سجلها الأسود المقيت مع الفلسطينيين! نافذة صغيرة: [[إن قرار الأممالمتحدة بشأن منح فلسطين صفة دولة مراقب(غير عضو) بالأممالمتحدة لن يغير شيئا بالمنطقة، ولن يشجع على إقامة دولة فلسطينية، ومهما كان عدد الأصابع التي تتخذ موقفاً ضدنا ذلك أيضا لن يغير شيئاً، وأتمنى عدم المساس بأمن إسرائيل.]] بنيامين نيتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي. [email protected]