هل تعلم أنه من الذكاء الانسحاب أو الرحيل في أوقات معينة، أو محكات حرجة، وقد قيل: «الانسحاب أفضل من الهزيمة»، وهو الأمر الذي لا يدركه بعض القياديين، الذين يخلطون بين: الانسحاب والهزيمة، بينما نجد أن هناك فرقاً شاسعاً بينهما، وتلك الفروق تتركز في التالي: أولاها: أن الانسحاب يعتبر استراتيجية، بينما الهزيمة نتيجة أومحصلة مواقف أو تصرفات. وثانيها: أن الانسحاب مبني على تحليل للمواقف، وتحديد للفرص والتهديدات ونقاط الضعف والقوة، حيث إنه حينما يتضح أن نقاط الضعف والتهديدات في المواقف المعينة، هي الأكثر، حينها يجب الانسحاب حتى تكون نقاط القوة في صالح المنسحب. كما أنه بعد الانسحاب، عليك العمل على إصلاح الخلل؛ لأنه من الطبيعي أن تتجرع الألم بعد الهزيمة، الذي لا يجب أن تظل رهيناً له، لأن الانسحاب ذاته إذا لم يأت في وقته يمكن أن يكون سبباً للهزيمة، وهنا تكمن المقدرة على التكتيك الجيد في اختيار الوقت المناسب للانسحاب. لذا علينا أن نتعرف على أنواع الانسحاب، والتي تتركز في التالي: 1- الانسحاب التدريجي، 2- انسحاب يعتمد على سياسات موجهة تتضمن إجراءات معدة سلفاً وتم التدرب عليها مسبقاً. وهي لا تتحقق للفرد دون أن يمتلك سياسات إرشادية تعتمد على الإبداع والفراسة وفن الممكن. علماً بأنه من الطبيعي أن يكون للانسحاب عيوبه؛ لكن مزاياه هي الأغلب بلاشك، إذا جاءت بناء على تحليل قرار الانسحاب مثل: تحليل (PMI) ونعني به رصد المزايا Plus; ورصد العيوب (Minus) ورصد المجهول والجوانب الغامضة في الموقف (Interesting). وفي العملية الإدارية فإنه يتم تطبيقها بكامل عناصرها على عملية الانسحاب بدءا بالتخطيط وانتهاء بالتقويم، متضمنة المهارات العليا لاستراتيجية الانسحاب مثل التمويه؛ التوقيت؛ المنهجية، الروح المعنوية؛ والإعلام؛ السلامة؛ القوانين؛ الحوكمة. ولاستراتيجية الانسحاب تطبيقات عسكرية ومدنية وتوجد دورات تدريبية في مجال استراتيجية الانسحاب تقدم للطيارين في الطيران المدني؛ ولقادة الجيوش؛ ولرجال الأعمال في الشركات التي تكون على حافة الإفلاس؛ ولشيوخ الرأي العام والمرشدين الأسريين للحفاظ على العلاقات الاجتماعية التي تواجه تهديدات. وتسمى في النزاعات باستراتيجية التبريد Cooling Period ما نود قوله في الختام: إن استراتيجية الانسحاب هي الأفضل في بعض المواقف، ولا تمثل نهاية، مثل الهزيمة؛ التي قد يحدث عنها: تصفية العلاقات أو فض الشراكة؛ أو الطلاق؛ بل هي عملية تكتيكية مثل: أخذ الموظف إجازة، إذا كان على وشك الفصل من العمل، أو قيام الطالب بحذف ترم دراسي حال تدنى مستواه الدراسي واقترب من طي القيد، وغير ذلك من الخطوات الاستراتيجية المهمة في هذا الجانب. نقلا عن الجزيرة