A التوجه المحلي للسياحة واالهتمام بها يعد نشاطا جديدا يتناول جوانب كثيرة وموضوعات مهمة في المملكة كان فيما مضى مهمال وغير منظم.واليوم مع التوجه لجذب السواح من الداخل ومن الخارج يمكن أن يكون الحديث عنه وعن أهمية تنشيطه مما تدعو الحاجة إليه، وعن ما يجب أن نفعل حيال سياحة منظمة جاذبة تكون مناسبة لما في بالدنا من أماكن الجذب السياحي. وقد أحسنت الجهات المسؤولة عن تنشيط السياحة في كثير من المناطق الجاذبة للسياح من ذلك ما نراه من اهتمام في الآثار التاريخية في شمال المملكة من منطقة العالم الغنية بالماضي وفي كل العصورقبل الأسلام وكذلك ما أحدث في جزر البحر الأحمر التي بدأ العمل بها واالستعداد لجعلها موقعا متميزا، وهي فكرة مبدعة ورائدة والفتة للنظر مما يدل أن لدينا تخطيطا للسياحة طويل الأمد وأفكارا مدروسة بدقة ووعي لما تعنيه مثل هذه الجزر للسائح الذي يبحث عن المتعة والجديد المختلف. وفكرة تأهيل جزر البحر الأحمر وأنسنتها فكرة جديدة رائعة، وهناك كثير من المواقع في الجزيرة العربية تتحدث عن تاريخ أمم وشعوب مضت وخلفت آثارها التي كانت منذ القدم، وال زالت ماثلة للعيان وتشد االنتباه، وحسبنا ما ذكره القرآن الكريم عن تلك األمم والشعوب وعن الحضارات التي سبقت اإلسالم كمدائن صالح وقوم شعيب وخدود نجران والفاو الذي اكتشفته جامعة الملك سعود، ويرى بعض الباحثين المعاصرين أنها إرم ذات العماد التي أشار إليها القرآن وغيرها، كل تلك الحضارات واآلثار اإلنسانية التي سبقت اإلسالم وتركت معالما وآثارا ماثلة للعيان وهي تاريخ حي لما أحدث الأنسان في الأرض. ثم جاء الحدث الأكبر في جزيرة العرب وبزغ نور الأسلام وجاء نبي الرحمة واتسعت رقعة دعوته ووسعت العالم وفيه اليوم أكثر من مليار مسلم، وقد كان آثار النبي وغزواته وسراياه ومولده والمرابع التي تنقل فيها حظ كبير من الحفظ في الثقافة العربية واإلسالمية حيث حفظت في األحاديث والسير والروايات التاريخية التي حملها المسلمون الأوائل معهم إلى مشارق الأرض ومغاربها. وهي رصيد ضخم في ذاكرة المسلمين اليوم الذين تهفو أفئدتهم إلى الآضي المقدسة في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة وما بينهما وكل المسلمين يتوقون إلى زيارة تلك المعالم ويرون مواقع تلك الأحداث ماثلة أمام أنظارهم مثلما سمعوا عنها في كتب السير والتاريخ وسيشجع على الذهاب إليها ويرفع من قيمتها المعنوية والتاريخية أنها جزء من موروثهم الثقافي، هذه المواقع والآثار هي التي ستكون أهم مناطق الجذب السياحي لآلالف من المسلمين الذين يفدون إلى المملكة حجاجا ومعتمرين في كل عام. تعد السياحة في العالم رافعة اقتصادية مهمة وليس فقط الجانب المادي بل حتى التعرف على البلاد وأهلها وثقافتها وماضيها وحاضرها تعد قيمة تجعل للسياحة أهمية خاصة وسكان المملكة والسيما سكان الحرمين وما بينهما عرفوا السياحة الدينية وتعاملوا مع السواح منذ القدم، ولديهم مهارات كبيرة ويستطيعون اليوم في إمكانات الحاضر وتجربة الماضي أن يقوموا بخدمة السياحة والسواح. وأهم ما يمكن البدء به هو تحديد الأماكن ذات القيمة الأسلامبة خارج المدينةالمنورةومكةالمكرمة كالغزوات والسرايا في العهد النبوي وتحديد أولوياتها والعناية بها وإصالح الطرق وأماكن التوقف والراحة للعابرين إليها، وحبذا لو دعي للقيام بذلك القطاع الخاص ومنح التسهيالت المساعدة التي تمكنه من تقديم الخبرة والخدمة للسواح والزوار والحجاج والمعتمرين ذلك أن أهل مكة أعلم بشعابها وسكان الحرمين وما بينهما أهل خبرة ودربة في أنشطة السياحة والتعامل مع السواح والزائرين وأهل معرفة بالمواقع وأسمائها والأحداث التاريخية التي كانت فيها. نقلا عن صحيفة مكة