أعلن مدير عام شركة الأمن السيبراني الإسرائيلية «ان اس او» ايتسيك بن بنشتي، أمس الخميس، استقالته من منصبه، الذي تولاه فقط قبل أسبوعين. وأفادت مصادر الشركة المعروفة بتطوير برنامج «بيغاسوس»، أن بن بنشتي أبلغ رئيس مجلس إدارة الشركة، آشير ليفي، قراره، قائلا إنه لم يعد يستطيع مساعدة الشركة من خلال منصبه في الظروف الخاصة التي نشأت في الشركة. وربطت مصادر اقتصادية في تل أبيب هذه الاستقالة، بإعلان الإدارة الأميركية عن إدخال «ان اس او» إلى القائمة السوداء التي تضم شركات ألحقت ضررا بالأمن القومي الأميركي. وعلى أثر هذا القرار دخلت الشركة في أزمة شديدة ونصحها مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية باتخاذ إجراءات فورية عاجلة، قبل أن تتفاقم السياسة الأميركية ضدها. وأكدت المصادر أن استقالة المدير العام ستكون واحدة من عدة إجراءات لتنظيف سمعة الشركة. وكانت منظمة العفو الدولية (أمنستي) وتحالف الصحافيين «فوربيدن ستوريز»، قد أجريتا تحقيقا عميقا حول عمل هذه الشبكة، فاكتشفتا وجود قائمة بأسماء وأرقام هواتف لما يزيد عن 50 ألف شخص قامت الشركة الإسرائيلية بالتجسس عليهم، لخدمة زبائنها. وكان بين هؤلاء صحافيون وشخصيات سياسية ورجال أعمال، تم التجسس عليهم والتنصب على هواتفهم حسب برنامج «بيغاسوس». وحسب بيان وزارة التجارة الأميركية، فإن هذه الخطوة التي تعتبر غير مسبوقة ضد شركات إسرائيلية، جاءت نتيجة لوجود أدلة على أنها طورت وزودت برامج تجسس لحكومات أجنبية، كي تستخدمها من أجل استهداف موظفين حكوميين، وصحافيين، ورجال أعمال، ناشطين، وأكاديميين، وعاملين في سفارات. وأضاف بيان الوزارة أن «هذه الأدوات سمحت لحكومات أجنبية بقمع عابر للقوميات، وهي ممارسات لحكومات مستبدة من أجل إسكات معارضين. وهذه الممارسات تهدد النظام الدولي». وأعلنت وزيرة التجارة الأميركية، جينا رايموند، أن «الولاياتالمتحدة ملتزمة بالعمل بحزم ضد تطوير، تجارة واستخدام تكنولوجيا لصالح أنشطة خبيثة تهدد أمن معلومات المجتمع المدني، جهات معارضة وحكومات ومنظمات خلف البحار». وكانت جهات أمنية في تل أبيب قد كشفت، يوم الاثنين الماضي، آخر عملية تجسس للشركة الإسرائيلية وفق برنامج «بيغاسوس»، تبين منه أنها تتبعت ستة ناشطين فلسطينيين في منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان، وكذلك تجسست على موظفين في وزارة الخارجية الفلسطينية. وكانت الإدارة الأميركية قد أبلغت الحكومة الإسرائيلية بإدخال شركة أخرى، إضافة إلى شركة «ان اس او» إلى القائمة السوداء، وهي شركة «كنديرو» السيبرانية التي تتعاطى هي الأخرى بنشاطات تجسس. وقال مصدر حكومي في تل أبيب إن جهاز الأمن الإسرائيلي يجري تحقيقات ويدرس دلالات هذا القرار.