لم يكن يوماً تمكين الشباب واستثمار طاقاتهم ترفاً، بل حاجة ملحة لبناء المستقبل وتوظيف الطاقات الإبداعية لنماء الأمم والمجتمعات في حالة دائمة ممزوجة بخبرات الشيوخ وتوقد الشباب. ومع تجاوز أعداد الشباب اليوم الذين تتراوح أعمارهم بين ال10 أعوام و24 عاماً في الكرة الأرضية حاجز ال 1.8 مليار، ترتفع بطبيعة الحال ضرورة التمكين والدعم بالتأهيل أولاً وخلق المساحات الشاسعة للتعليم والحركة الإبداعية، كونهم شركاء لبلدانهم للتطوير وعنصراً مهماً واستراتيجياً في التنمية المستدامة. وفي اليوم العالمي للشباب، تبدو شهادتي في الشباب السعودي منحازة و«مجروحة»، بيد أن تجربتي في مواقع عملي بعدة قطاعات تزيد يقيني - أكثر من أي وقت مضى - بأن تمكين الشباب وخلق الفرص لهم والثقة بهم وقود الإبداع والنجاحات؛ فبهم نكسب الرهان ونحقق الأهداف ونبني المستقبل. ولأن توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي العهد تؤكد دائماً ضرورة تمكين الشباب بعد تأهيلهم وتوفير المساحات الشاسعة لإبداعهم، فإن نسبة زملائي في وزارة الثقافة ممن لم يبلغوا ال 40 عاماً تتجاوز ال75%، فيما تصل نسبة من لم يتجاوزوا ال 29 عاماً 32% من إجمالي عدد الزملاء في الوزارة. ورغم أننا لا نزال في مراحل البناء والتأسيس الأولى للوزارة، فإن خليط خبرة الأعوام الخضراء الذي اكتسبه زملائي ممن تجاوزوا ال 40 عاماً في الاشتغال الثقافي والإداري، وتوقد زملائي الشباب المؤهلين والمتطلعين إلى مستقبل أكثر نماءً وازدهاراً، يختصر الكثير من المراحل بخطى ثابتة نحو مستقبل يليق ببلادنا وثقافتنا. وقد نبدو محظوظين بشكل لافت في المملكة كون الشباب هم الأغلبية العظمى من إجمالي عدد السعوديين، ولكن ذلك يزيد من مسؤوليتنا في رحلة تمكينهم وخلق بيئة ثقافية محفزة وحاضنة لإبداعهم لترفع جودة الحياة، أحد أهداف رؤية المملكة الطموحة 2030. ويتمثل أمام الشباب السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، المثال العملي الأكثر جلاءً ووضوحاً الذي رفع سقف الطموحات ورسم حلم السعوديين عبر رؤية واضحة، أضحت خريطة طريق للسعوديين لعبور الحاضر إلى المستقبل. التزمنا في عملنا في الوزارة منذ اليوم الأول، توفير المساحات الشاسعة للإبداع الشبابي وتوظيف شغفهم للخروج بمنتجات ثقافية تليق بمكانة المملكة الكبيرة في العالم، إلى جانب الاستفادة الحتمية من الخبرات الثقافية المحلية. وسنمضي في رحلتنا مستمدين العزيمة من شموخ قيادتنا وطموح السعوديين. من خلال عملي اليومي مع الشابات والشباب السعودي، المؤهل والمبدع والطموح، أؤكد دائماً أننا ماضون في تحقيق استراتيجية «الثقافة» المستمدة من طموحات القيادة الحكيمة وأهدافها. طاقة هائلة تحيط بالفريق؛ فلا مكان للتثاؤب ولا وقت له، فالطموحات كبيرة لبناء مستقبل ثقافي مزدهر. وفي اليوم العالمي للشباب أشكر كل شباب الوطن العاملين بإخلاص وإيمان لرفعته وتحقيق أهدافه. كما أن المراقب للمشهد الثقافي في المملكة، يلحظ بروز الإنتاج الشبابي الإبداعي في مختلف فروع الثقافة والفنون، نوعاً وكماً، ما يعكس حقيقة مفادها أن الشباب السعودي خلّاق ومبدع وقادر على الإبداع تحت كل الظروف والمعطيات، فيما لا يتجاوز عملنا في الوزارة خلق بيئة محفزة وتشجيع الإبداع ومساعدة المبدعين. وأخيراً، دمتم يا شباب الوطن بألف خير، ودام عطاؤكم وإبداعكم. - وزير الثقافة السعودي متابعة ورصد الوكاد والمصدر من الشرق الاوسط