الشباب هم ثروة الأوطان وعماد الأمم، وهم من يعول عليهم للرقي بمجتمعاتهم، إلا أنه يبقى أن لهم احتياجات لا بد من الوقوف عليها ومراعاتها والعمل على علاجها حتى يستطيع الشباب أن يقوم بدوره الاجتماعي، فما هي احتياجات الشباب وكيف يمكن استثمار طاقاتهم في ظل رغبتهم في خدمة مجتمعاتهم. طاقة كبيرة في البداية تحدث زكي الجوهر -مهندس- وقال: ل"رؤية 2030" أهداف عديدة من بينها التركيز على الثقافة والترفيه ورفع نسبة ممارسي الرياضة وتسجيل أكثر من 450 نادي هواة يقدم أنشطة ثقافية متنوعة وفعاليات ترفيهية وفق منهجية منظّمة وعمل احترافي والوصول إلى مليون متطوع في القطاع غير الربحي سنوياً، ومن خلال دراسة احتياجات الشباب السعودي لكي نقنع بها العالم بأن الشباب السعودي لديهم طاقات ولديهم رغبة في خدمة مجتمعاتهم ولكنهم لا يجدون من يتبنى هذه الطاقات بشكل مناسب لذا، تم التعرف على آراء واحتياجاتهم لإبراز أهم قضية يجب التنبه لها بأن الشباب نتيجة وليسوا سبباً للمشكلات التي يعاني منها المجتمع، بيد أنه اكتشف من خلال الحوار والنقاش اليومي لدى الشباب أن الذكور أكثر تناولاً للقضايا الاجتماعية من الإناث في حواراتهم ولكن لا يوجد فارق بينهم في تناول الهموم المالية في نقاشاتهم، أما كيف ينظر الشباب السعودي إلى أنفسهم وإلى أدوارهم في المجتمع، فالشباب السعودي راضون عن قدراتهم في تقديم الجديد والمفيد لمجتمعهم ووطنهم ونسبه جيدة منهم راضون عن درجة حبهم للخير والعطاء، ومن التوصيات فيما يتعلق بموضوعات الحوار والنقاش اليومي، إطلاق قنوات فضائية شبابية تستوعب حوارات الشباب وتناقش همومهم اليومية. وأضاف: ومن باب آخر، الشباب السعودي يفكرون في دراسة تخصص معين من أجل وطنهم وتحقيق طموح أسرهم والبعض الآخر يطرحون أفكارا لإزالة مظاهر سلبية في مناطقهم، أما المشاركة المجتمعية لدى الشباب السعودي، فهنالك ضعف في المشاركة في اتخاذ القرارات في الجامعات والمدارس ولكن يميل الشباب لمشاركة زملائهم في اتخاذ القرارات أكثر من مشاركتها في مكان العمل. مركز إرشاد وأضاف من التوصيات فيما يتعلق في التواصل الاجتماعي هي فتح قنوات تواصل تثقيفية للشباب عبر كافة وسائل التقنية المتاحة واستحداث خدمة (call center) كمركز وطني لإرشاد الشباب في قضايا التواصل وغيرها، ومن المبشر أن غالبية الشباب السعودي يشعرون بالتفاؤل الإيجابي نحو المستقبل، أما ما يتعلق بالاستشارة فان غالبية الشباب يبثون همومهم وشكواهم لأصدقائهم أكثر من إلى الوالدين وإخوانهم، ومن الخطر أن البعض يقوم ببث شكواهم إلى من لا يعرفونهم في الإنترنت وخصوصا من خلال شبكات التواصل الاجتماعية، والتوصيات في التفاؤل والاستشارة هي مبادرة "المستشار الافتراضي الآمن" بحيث يمكن للشباب أن يلجأوا إليه فيسمع شكواهم ويواسيهم ويحسن التجاوب مع مسألتهم ويقترح لهم الحلول والخطوات الواجب عليهم القيام بها لتجاوز تحدياتهم ومشكلاتهم، وحتى الإجابة عن تساؤلاتهم العامة والخاصة، ومن هنا نحن بحاجة لتحقيق الشراكات لتأسيس دائرة تعاون واستثمار بين المكاتب الأهلية والقطاع الخاص لإنشاء مراكز مطوره وخاص للشباب السعودي يراعي جوانب الترغيب والترفية والإبداع يمكنهم لخدمة الوطن لتحقيق الإعمار والتنمية ويتصدى لجميع الأفكار الضالة. متطوعون شباب ولفت عبدالله الكليب أن الشباب السعودي يتصف بأنه شباب ديناميكي يملك من المواهب الكامنة التي تؤهله أن يتصدر شباب العالم في خدمة المجتمع ولا نستغرب حبهم لخدمة مجتمعهم فهم شباب أرض الحرمين التي أسست العمل التطوعي منذ عصر الجاهلية وحتى انتشر الإسلام الذي أصل العمل التطوعي تأصيلاً شرعياً، والشباب السعودي أبدع في كثير من المشروعات التطوعية التي تخدم المجتمع وما كان هذا الإبداع ليتم لولا وجود الدعم الكبير من مؤسسات المجتمع الحكومية منها والأهلية، أن توفير وتهيئة الإمكانات والوسائل التي تساعد الشباب على التنافس في خدمة مجتمعاتهم ستوقد شعلة الحماس لديهم في الأعمال التطوعية، ولقد رأينا مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية "مسك" كيف عملت على تطوير العمل التطوعي وذلك بتدريب الشباب أو تنظيم المنتديات الخاصة بالأعمال التي تخص خدمة المجتمع. وأضاف: شبابنا الذي يدرس في الجامعات العالمية في مختلف بلدان العالم اثبت أنه قادر على تنظيم أعمال تخدم المجتمع ولا تكاد جامعة دولية فيها طلاب سعوديين تخلو من أعمال إبداعية قاموا بتنفيذها، ويتساءل البعض لماذا يبدع الشباب السعودي في العمل التطوعي خارجياً؟ والجواب باختصار هو حرية الإبداع، ففي الخارج لا يتصادمون مع من يكبل حرية الإبداع، وأصبح الشباب يتردد ألف مرة قبل أن يتشجع ويتقدم لتنفيذ عمل يخدم المجتمع خصوصاً إذا كانوا فتيات، وحقيقة إذا أردنا أن ننافس العالم في خدمة المجتمع لابد أن نحقق للشباب السعودي بعض المتطلبات الأساسية في خدمة المجتمع ومنها: إعطائهم الحرية في إبداع ما يرونه مناسباً لطاقاتهم الفكرية والمهنية لتقديم برامج لها فائدة في خدمة المجتمع، وتشجيع كلا الجنسين في التنافس والتعاون في تنفيذ البرامج التطوعية، وفتح المجال للشباب في تنفيذ الأعمال التطوعية في موسم الحج بشكل أوسع في جميع الخدمات التي تخدم الحج والحجاج، واستقطاب أشهر المؤسسات التطوعية لتدريب الشباب على برامج خدمة المجتمع، وإرسال الشباب السعودي إلى مؤسسات تهتم بالأعمال التطوعية لاكتساب الخبرة، وضرورة مشاركة الشباب السعودي في الأعمال التطوعية في جميع أنحاء العالم، وتأسيس مؤسسة أو هيئة سعودية مستقلة تشرف على الفرق التطوعية وتنظم أعمالهم وتطور برامجهم، وإذا حققنا تلك النقاط سننتج شباب سعودي ينافس شباب العالم في خدمة المجتمع. قدرات إبداعية وقال أكرم الموسى: شبابنا لديهم القدرة على الإبداع والتنافس مثلهم مثل غيرهم ونماذج المبدعين موجودة بيننا إلا أنهم قلة، لذا جل شبابنا اليوم ينقصهم الكثير للإبداع والتطوير وعليه فنحن بأمس الحاجة إلى دراسة عميقة لوضع التعليم لدينا والمناهج التي تدرس وكيف يكون هنالك جانب تربوي فعال في التعليم، والتركيز على المناهج التي تؤهل الطلاب إلى سوق العمل وإلغاء التخصصات التي لا يوجد لها احتياج في سوق العمل، وتوجيه الإعلام بشكل قوي لنبذ الاختلافات الدينية والمناطقية والقبائلية والتركيز على الاجتهاد والعمل وحسن الأخلاق والتعامل، ومحاربة الفساد بحيث يجد الشاب الطموح الفرصة الوظيفية والتطوير الوظيفي الذي يمكنه من إبراز طاقاته، وخلق بيئة استثمار جاذبة لرجال الأعمال الشباب للاستثمار في مجال الصناعة والبحوث والتطوير بحيث يكون هناك تناغم بين مخرجات التعليم واحتياجات السوق، والتشجيع على العمل بروح الفريق الواحد من أجل تحسين الإنتاجية وخلق بيئة الإبداع، وزرع الثقة في أنفس الشباب ابتداءً من البيت وانتهاءً بصاحب العمل حتى يتمكنوا من إظهار ما لديهم من مواهب وملكات. ثمار للوطن وأكد أحمد السلطان إن العمل في استثمار طاقات الشباب والتي إن وجهت وجهتها الصحيحة فإن قطف الثمار سيجنيه الوطن أولاً والمجتمع ثانياً ولعل السباق الحضاري والتقدم في كافة المجالات العلمية والتقنية والثورة المعلوماتية إنما تدفع الشباب إلى تطور نمط الحياة التي يعيشونها، ولذا نلاحظ أن مجتمعات العالم تقاس في تقدمها إلى ثلاث ركائز مهمة وهو المتطور ثقافياً وحضارياً وتقنياً، ولهذا يجب أن نعي أهمية التدريب والتطوير بتنمية المعارف والمهارات الفعلية والنفسية وتنمية المدركات العقلية بشكل دائم ومستمر وتوفير فرص التعليم في ميادين اللغات والعلوم والآداب والفنون والهوايات في شتى المجالات مع ما يلائم استعداداتهم وميولهم وذلك بمنح الشباب المزيد من الثقة والفرص لاكتساب الخبرات الاجتماعية عن طريق التدريب العملي، بحيث يتم تثبيت الاتجاهات والقيم من أجل التكامل الاجتماعي وآداب السلوك وتأصيل العمل الجماعي حتى تصبح هذه الإتجاهات مقومات سلوكية لشخصياتهم. وعن أهم حاجات الشباب كما حددها المختصون، قال السلطان: الحاجة للتعبير الابتكاري، الحاجة إلى الإنتماء، الحاجة إلى المنافسة، الحاجة إلى خدمة الآخرين، الحاجة إلى الحركة والنشاط، الحاجة إلى الشعور بالأهمية، الحاجة إلى ممارسة خبرات جديدة والشعور بالمخاطرة، مشيراً إلى إن تلبية هذه الاحتياجات وتوفيرها للشباب تعتبر ضرورة وقائية تؤمن جيلاً محصنا قوياً ذا شخصية مميزة سليمة ومعافى من العقد والسلبيات، كما أن في تأمين الشباب بهذه الاحتياجات ما يعزز فيهم الثقة وينمي روح الإبداع. دعم حكومي وقال متعب الكليب: بلادنا تزخر ولله الحمد والمنة بعقول شابة مبدعة استطاعت أن تحلق بأسم المملكة عالياً في الخارطة العالمية، وإيماناً بأهمية الدور ولما لمسته من شبابها فقد أولت المملكة جل اهتماماتها في صنع ذلك الجيل الواعد من الشباب الطموح والذي يعتبر مكسب ريادي لجميع الدول والمنظمات، جيل فيه من الإبداعات والفنون، كان عنوان للتميز والابتكار والاكتشاف والتفوق سطر أسمه في كثيراً من المحافل المحلية والإقليمية ولم يخلو من الدولية كان اسماً بارز، ونال الجوائز العالمية بتنافس الشرفاء من بين الجنسين، مما جعله تحت عدسة أنظار العالم لما لديه وما يمتلكه من مقومات تقود للنهضة والتطوير. وأضاف: إنجازات ومحافل حققها أبناء هذا الوطن على المستوى الشخصي والوطني، وعلى نطاق العلوم المتعددة الصحية والإقتصادية والثقافية والأدبية والاجتماعية وبراءة الاختراع، وكما هو معروف أن من الأهمية القصوى لنماء التنمية ونهضة الأمم استثمار جيل الشباب الرائد لأنهم هم من بيدهم بعد الله قيادة دفة المجتمعات إلى التقدم والتطور والتطوير فهم الثروة الحقيقية والثمينة للمستقبل بإذن الله، ويمتاز ذلك الشباب بإمتلاك المعرفة والعلوم والشهادات العليا والتخصصية والمهنية والحرفية، وحقيقة شبابنا يستحقون أن نمنحهم الثقة وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في البرامج ذات القيمة والتي تعبر عن هويتهم ورغبتهم في تحقيق ذواتهم، وأن تتولى المؤسسات تلبية هذه الاحتياجات والاستعانة بهم، وأن يشعر الشباب بجدية هذه المؤسسات في العناية بهم وإتاحة المساحة أمامهم للتحرك وقيادة مسيرتها فهم يمتلكون الخبرات الحديثة، ولنا في بعض شبابنا المبتعثين خير دليل في اقتناصهم من قبيل بعض الدول والمنظمات لاحتضانهم للعمل لديهم ومنحهم كافة المميزات إيمانا منهم بإمكانيات جيل المملكة وشبابها الطموح، ولكن للأسف ما تسعى إليه كثيراً من المؤسّسات والمنظّمات المحلية خلاف ذلك مقللة من شأنه ولم تعرف قيمة ذلك الشباب وأن بعضهم من اندثرت إبداعاته بعدم استثمارها أو توظيفها بشكل غير مناسب وفي غير مكانها مما تسبب في عدم نمائها، رغم أنه بينهم من يعرف دوره ومسئولياته، ودائماً يبحث عن ذاته محاولاً تسخير طاقاته العلمية ليضع بصمة، ويُواجه الصعوبات ويتغلب عليها ليكتشف الجديد ويسخره للمستقبل، مؤمن بأن ليس هناك شيء مستحيل أمام العمل والطموح، ومؤمن بالله وواثق في قدراته التي وهبه الله إيّاها، شباب يحدد طموحاته وأهدافه يعرف قدراته للوصول إلى مبتغاه لا يدع للصدفة أن تختار مستقبله يعتمد على ما هو معد بدراسة وبمعرفة جيدة، ولذا يظل خلق مجالات وإتاحة الفرص لجيل الشباب الأسلوب الأمثل لمسايرة التقدم والتطوير. أبناؤنا لديهم القدرة على الإبداع والتميز متى ما استغلت طاقاتهم الاستغلال الأمثل بنات الوطن نماذج مضيئة في سماء المعرفة والعطاء إقامة المناشط التي تعنى بالشباب تحفز فيهم الإنتاج وحرية الإبداع الاستثمار في العقول ينتج نماذج مبدعة في شتى المجالات م. زكي الجوهر عبدالله الكليب أكرم الموسى أحمد السلطان متعب الكليب