بكين (شينخوا) اعتقد خبراء صينيون وعرب أن مصر تلعب دورا مهما بشأن استقرار العالم العربي معربين عن تفاؤلهم تجاه مستقبل الدول الإفريقية. وجاءت تلك التصريحات في الدورة الرابعة لمنتدى الدراسات العربية تحت عنوان " صراعات الدول الكبرى في تحولات الشرق الأوسط " التي اختتمت فعالياتها مؤخرا في بكين. وقال لي شاو شيان عميد كلية الدراسات الصينية العربية بجامعة نينغشيا إن الشرق الأوسط يعيش فترة لإعادة التوازن والبناء الجيوسياسي بعدما شهد ثورة يسعى من خلالها إلى التنمية الذاتية. واعتبر أن مستقبل مصر يمثل مستقبل الدول العربية كون الدولة العربية والإفريقية القوية تتمتع بثقل سياسي مميز، مشيرا إلى أن كافة الدول العربية تتابع مسار التطور المصري. وتابع أن مستقبل مصر يتوقف على نجاحها في التنمية الاقتصادية، معربا عن تفاؤله تجاه الأفق الاقتصادي المصري حيث قامت مصر بتفعيل مجموعة من المشروعات الاقتصادية وأكملت بناء قناة السويس الثانية. وفيما يتعلق بالتعاون الصيني العربي في إطار مبادرة الحزام والطريق التي طرحتها الصين في 2013، قال لي إن الدول العربية وخاصة مصر، تتميز بأهمية جغرافية بشأن تنفيذ هذه المبادرة الطموحة. وقال الخبير إن الصين والدول العربية تحتاج إلى بعضها البعض فيما أصبح التعاون الثنائي أكثر إلحاحا اليوم. وفي هذا السياق، قال وو سي كه مبعوث الصين السابق للشرق الأوسط لوكالة أنباء شينخوا إن المبادرة لاقت إقبالا كبيرا لدى الدول العربية، إذ طرح البعض منها فكرا وتخطيطا مفصلا مثل مصر والكويت. وأشار وو إلى أن البلدان العربية أظهرت رغبة معززة في التعاون مع الصين بعد قيامها بتفكير متعمق في التحولات الكبرى من أجل الخروج من المأزق. ومن جانبه قال شيويه تشينغ قوه عميد كلية الدراسات العربية بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين إن مبادرة الحزام والطريق تلقى ترحيبا كبيرا جدا في العالم العربي، إذ يتوقع أن تساعد الدول العربية على استقطاب المزيد من الأموال والتكنولوجيا وكذا زيادة صادراتها فضلا عن تحسين بنيتها التحتية مما يدفع نموها الاقتصادي. وفصل شيويه أن الصراعات بين الدول المعنية بالمنطقة هي لعبة محصلتها صفر لأن كل طرف سيخسر في نهاية المطاف. ولكن المبادرة ستدفع الدول المختلفة إلى تعزيز التبادل والتعاون أمام مشروعات تفصيلية ذات منفعة مشتركة كبيرة. وبذلك سترسي المبادرة أساسا لتخفيف الصراعات في المنطقة. بدوره قال المستشار الثقافي المصري ببكين الدكتور حسين إبراهيم إن الدول العربية وجهت نظرها إلى الشرق وبالأخص الصين، نظرا للموقف الصيني العادل تجاه القضايا العربية وتعزيز النفوذ الاقتصادي الصيني. وأكد أن مصر تهتم بتطوير العلاقات مع الصين في إطار مبادرة الحزام والطريق حيث قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بزيارة الصين مرتين خلال سنة واحدة ما يعكس اهتمام مصر بالصين. وتابع أن مصر ترحب بالمبادرة الصينية ولاشك أن قناة السويس الجديدة ستدفع العلاقات التجارية بين مصر والصين. وأعرب النجار عن نية الأهرام في تعزيز التعاون مع وكالة أنباء شينخوا وغيرها من وسائل الإعلام الصينية من أجل تسهيل عملية الاستثمار لرجال الأعمال الصينيين. وقال "سنطرح أيضا الخارطة الاستثمارية لمصر بحيث يمكن للمستثمرين الصينيين أخذ المشروعات التي تناسبهم "، مضيفا أنه يتوقع أن تكون الاستثمارات الصينية قائمة على تبادل المنافع مع مصر