"ألف مبروك...لقد خرج إسمك في القرعة وفزت ب2000 يورو..لتتحصل على الجائزة عليك إرسال عنوانك و ما قيمته 200 دينار تونسية (140 يورو) إلى العنوان التالي......" ...."مبروك لقد فزت بعطلة نهاية أسبوع في نزل بالحمامات ..وعليك إرسال 100 دينار تونسية فقط إلى العنوان التالي..." عدة إرساليات قصيرة مشابهة، وصلت آلاف التونسيين عبر هواتفهم الجوالة، و عدة مكالمات مباشرة أيضا نسجت على نفس المنوال، لتسلب من آلاف المواطنين مبالغ طائلة دون أن يستفيدوا شيئا، بعد أن وقعوا في فخ إحى أكبر عمليات التحيل والتغرير، التي شهدتها عدة مدن تونسية كبرى مثل تونس العاصمة و الحمامات وسوسة وعدة مدن أخرى. فقد تلقى الآلاف من التونسيين، وعلى اختلاف نوعية خطوطهم وشبكاتهم، إرساليات قصيرة باللغة الفرنسية، ومكالمات هاتفية مباشرة بصوت نسائي، تعلمهم فيها بالفوز بمبالغ وإقامات سياحية مقابل دفع مبالغ رمزية عبر البطاقات البنكية أو بصكوك مرسلة وعدة تقنيات أخرى والحال أن كل ذلك لا يعدو أن يكون سوى عملية تغرير وتحيل. وتقول الهيئة الوطنية للاتصالات التابعة لوزارة تكنولوجيات الاتصال بتونس، أنّ التصدّي المباشر لهذه الإرساليات الأجنبية المجهولة، الواردة من حين لآخر على آلاف التونسيين، عملية مستحيلة من الناحية التقنية، ذلك أنّ الأطراف المتحيّلة لا تبعث الإرسالية عن طريق مشغّل هاتف بالبلد الذي تتمركز فيه، بل عبر مشغّلين آخرين في بلدان مختلفة من العالم وهي عادة ما تكون بلدان صغيرة، مرتبطة هاتفيا مع الشبكات التونسية، ولا يمكن إيقاف التعامل الهاتفي والاتصالي تماما مع هذه البلدان و رغم ذلك تتم متابعة هذا النوع من الإرساليات باستمرار، وكلّما يقع التفطن إلى إحداها، يتم غلق الأبواب نهائيا أمام الرقم الواردة منه الإرسالية، لكنّ المتحيّلين يتفطنون لذلك، ويغيّرون الأرقام باستمرار، وينجحون في إيصال الإرساليات الى التونسيين، ومن هذا المنطلق يبقى الإحتياط والحذر هما الحلين الأنسبين.