خلصت دراسة علمية إلى أن تعلم الإنسان التحدث بلغة أخرى بجانب لغته الأم يكسبه العديد من المهارات التي تتراوح بين المقدرة العالية على حل المشاكل الى المواهب الشخصية الفريدة. وقالت كاثرين دي لانغ التي تتحدث اللغتين الإنجليزية والفرنسية في دراسة علمية بمجلة نيو ساينتست الصادر عددها يوم (5 مايو 2012م) إن تعلم لغتين يؤثر بصورة كبيرة على طريقة تفكير الإنسان. وأضافت إن أولى المهارات التي يكتسبها المرء هو تطوير التفكير التأملي لديه حيث أظهرت الدراسة أن الذاكرة ومنظومة القيم والشخصية يمكن أن تتغير حسب اللغة التي يتكلمها الشخص. وجميعها تشير إلى الدور الرئيس الذي تؤديه اللغة في بلورة فكر الإنسان. من جهتها قالت استاذة علم الأعصاب في جامعة غالود بواشنطن دي.سي. لورا آن باتيتو "إن ثنائية اللغة عبارة عن مجهر غير عادي في الدماغ البشري". ونوهت إلى نتائج دراسة أخرى أجريت في جامعة ميكغيل في مونتريال بكندا أشارت إلى تفوق المشاركين الذي يتكلمون لغتين على أقرانهم ممن يتكلمون لغة واحدة في 15 اختبارا شفهيا وغير شفهي. وتحدثت عن التطور التكنولوجي الذي مكن العلماء من دراسة تطور عقل الطفل عند بدأ تعلمه للغة لأول مرة. وباستخدام هذه التقنية تمكنت باتيتو وزملاؤها من اكتشاف الفرق الشاسع بين الأطفال الذين يتكلمون لغتين ومن يتكلمون لغة واحدة. ووفقا للنظرية الشائعة فإن الأطفال يولدون مواطنين عالميين قادرين على التمييز بين أصوات أي لغة. وعند بلوغهم عاما واحدا يفقدون هذه القدرة ويتعودون حصريا على اللغة الأم . وأظهرت نتائج الدراسة التي أجرتها باتيتو أن الأطفال الذين يتكلمون لغتين تزداد لديهم القدرة على التجاوب مع لغات أخرى في نهاية العام الأول من أعمارهم. وتعتقد أن ثنائية اللغة هي عبارة عن " الأسافين لاقتحام" أبواب العلم والتعلم .