قلل كاتب وإعلامي عربي مقيم في بريطانيا من أهمية الدور الذي يقوم به رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير في الشرق الأوسط، وأعاد ذلك إلى تراجع الدور البريطاني في الشرق الأوسط بسبب تصاعد النفوذ الأمريكي. وأشار الكاتب والإعلامي البريطاني من أصل مصري حسني إمام في تصريحات خاصة ل "الوكاد" أن دور بريطانيا التي كانت صاحبة وعد بلفور الشهير الذي مهد لقيام دولة إسرائيل قد تراجع في الشرق الأوسط لصالح أمريكا عالميا باعتبارها القوة الأكبر وأروبيا لصالح فرنسا التي يجوب رئيسها الجديد نيكولا ساركوزي العالم شرقا وغربا من أجل البحث عن مصالح بلاده "لقد تراجع دور بريطانيا في الشرق الأوسط خلال العقود الأخيرة وتحديدا منذ العدوان الثلاثي عام 1956، وأصبح دورها متوسط العقد ولم تعد صاحبة نفوذ ومعرفة بأوضاع الشرق الأوسط والمنطقة العربية كما كنا نحسبها، وذلك لطبيعة علاقاتها التبعية بالولايات المتحدةالأمريكية، حيث أن كل أغطاء الإدارة الأمريكية في المنطقة تتحمل مسؤوليتها بريطانيا بشكل آلي". وذكر إمام أنه سأل رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير ذات مرة عما إذا كانت بريطانيا منحازة لإسرائيل على حساب الفلسطينيين، وقال: "لقد أجابني وقتها بأنه ليس منحازا وأن بريطانيا حريصة على علاقاتها مع إسرائيل لكن ليس على حساب علاقاتها مع العرب، وهو لا يستطيع أن يقول غير ذلك باعتبار علاقات بريطانيا الاقتصادية مع العالم العربي، ومع دول الخليج بشكل خاص، وفي السنوات الأخيرة تراجع دور بريطانيا بشكل ملحوظ ليس فقط لصالح السياسات الأمريكية المتحكمة في المنطقة، وإنما أيضا لصالح فرنسا التي نلاحظ كم جاب رئيسها الجديد نيكولا ساركوزي العالم للترويج لسياسات بلاده بينما في بريطانيا رئيس الوزراء الحالي غوردون براون لا يكاد يبرح البلاد، ولذلك أعتقد أن الارتباط بأمريكا قد أثر سلبا على دور بريطانيا في الشرق الأوسط".