تكشف مذكرات الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك أخطر ثلاثين عاماً في حكم مصر، منذ اغتيال السادات في حادث المنصة الشهير في 6 تشرين الأول (أكتوبر) 1981 إلى 11 شباط (فبراير) 2011، وتتناول المذكرات التي تنشر صحيفة "روز اليوسف" الحلقة الأولى منها عددا من الملفات الهامة والأحداث التي مرت بها مصر والمنطقة والعالم. وأوضحت الصحيفة المصرية أن المحطات التي يقف عندها مبارك في مذكراته كثيرة، أبرزها أنه كان يتطلع إلى اليوم الذي يودع فيه الفقر وينتقل في السلم الاجتماعي إلى طبقة أعلى، كما تناول علاقته بزوجته سوزان مؤكداً أنها كانت قائدته في الكثير من محطات الحياة، وقد طلبت منه الطلاق مرارا خلال علاقتهما الزوجية، وعندما أصبحت سيدة مصر الأولى عندما جاء مبارك رئيسا لم يكن لديها استعداد للتخلي عن اللقب بأي ثمن. ويرصد مبارك علاقته بالراحل أنور السادات، ويؤكد أن السادات كان يتعمد إهانته باستمرار، وكان يعتبره بطيء الفهم، رغم اختياره له نائبا لرئيس الجمهورية، ويعتبر مبارك هذا اليوم أسعد أيام حياته على الإطلاق، ويكشف أن السادات كان يعتزم إقالته في أواخر عام 1981 إلا أن القدر لم يمهله بسبب اغتياله في حادث المنصة الشهير. ومن السادات إلى القذافي، يؤكد أنه لا يستبعد تورط الزعيم الليبي السابق معمر القذافي في اغتيال المعارض الليبي منصور الكخيا وموسى الصدر الزعيم الشيعي اللبنانى وأشرف مروان زوج ابنة الرئيس السابق جمال عبد الناصر. ويوضح مبارك أن أسباب الاغتيال تتفاوت باختلاف الضحية، فبالنسبة لمنصور الكخيا لأنه كان دائم المعارضة له في مصر، وكان يشكل خطراً على حكمه وأراد إسكاته إلى الأبد، أما الصدر فلأنه انتقد القذافي كثيرا، ودعاه إلى ليبيا لتناول وجبة سمك وكابوريا، ثم ألقى بجثته في البحر، وبالنسبة لأشرف مروان، يكشف مبارك أن الدافع الرئيسي لاغتيال القذافي له هو الاختلاف على عمولات السلاح بين أشرف وأبناء القذافي، بخصوص صفقة سلاح إلى إحدى الدول الإفريقية. وفي مذكرات مبارك نقرأ محاولة القذافي تهريب المتهمين باغتيال السادات في حادث المنصة، باعتبارهم أبطالاً، لأنهم قتلوا عدوه اللدود، الذي ضرب بنغازي بالطيران أواخر السبعينيات، ولم يتراجع إلا بضغوط عربية ودولية. وتُشير "روز اليوسف" إلى أن المذكرات سجلها مبارك لصالح دار النشر البريطانية "كانون غيت" مقابل 10 ملايين دولار.