توصل باحث سعودي في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية إلى تركيبات متطورة ذات مناعة عالية للأشعة فوق البنفسجية تسهم في إطالة فترة الاستخدام للحاويات البلاستيكية العملاقة التي تستخدم في نقل وتخزين عدة مواد مثل مخلفات الحفر البترولي والأسمدة والاسمنت والمواد الكيميائية الصلبة. وقد حصل الأستاذ الدكتور أحمد بن علي بصفر من معهد بحوث الطاقة الذرية في المدينة على براءة اختراع من مكتب براءات الاختراع الأمريكي وذلك من خلال مشروعه البحثي بعنوان "المناعة للأشعة فوق البنفسجية (UV) وفترة الاستخدام للأفلام المنسوجة من مادة البولي بروبلين لإنتاج الحاويات العملاقة". وأوضح الدكتور أحمد بصفر أن هذه التركيبات تستخدم لفترة أطول تزيد عن 5.500 ساعة حسب اختبارات التعمير في المختبر، وهي تعادل التعرض لأشعة الشمس في الظروف البيئية الخارجية لمدة تزيد عن سنتين، حيث تم تصنيع 2,000 حاوية عملاقة بالتعاون مع شركة فيبكو الوطنية المتخصصة في صناعة هذه المنتجات، وتم تزويد أرامكو السعودية بهذه المنتجات لاختبارها في الميدان، وتقييم أدائها مقارنة بالمنتجات المستخدمة حالياً من قبل الشركة. وبين الدكتور أحمد بصفر أنه تم خلال المشروع دراسة عدد كبير من أنواع مادتي البولي بروبلين (PP) والبولي إيثلين عالي الكثافة (HDPE) المصنعة من قبل شركة سابك حيث تم اختيار الأفضل منها لعمليات التطوير، ومن ثم إعداد تركيبات عديدة تحتوي على مضافات كيميائية مختلفة ومنها مضادات الأكسدة، والمضادات للأشعة فوق البنفسجية، كما تم تعريض العينات لظروف بيئية مختلفة باستخدام أجهزة تعمير المواد البوليمرية والتعريض لأشعة الشمس، ومن ثم توصيف عدد كبير من الخواص الميكانيكية و الحرارية والكيميائية لهذه العينات. وذكر الدكتور بصفر أن المشروع يخدم شركة أرامكو السعودية التي تستخدم الحاويات العملاقة بكميات كبيرة، حيث سبق أن تقدمت بطلب تطوير تركيبات من المواد البوليمرية الوطنية المصنعة من قبل شركة سابك بحيث تتميز بفترة استخدام تتفوق عن المتوفرة سواء محلياً أو عالمياً. وأكد الدكتور بصفر قدرة الحاويات الجديدة على حل المشكلة التقنية التي تواجه شركة أرامكو السعودية مع الحاويات القديمة حيث تواجه الشركة مشكلة محدودية فترة استخدام هذه الحاويات في الظروف البيئية المحلية من حرارة عالية وتعرض لأشعة الشمس بشكل مستمر، حيث لا تتجاوز فترة استخدام المنتجات المصنعة محلياً ستة أشهر بينما لا تتعدى فترة استخدام المنتجات المستوردة من خارج المملكة سنة واحدة.