وكالات -- أكد مسؤول في الخارجية الكويتية أن النيابة العامة قامت الاثنين باستدعاء فيصل الحمود المالك الصباح، سفير الكويت في الأردن، وأحد أعضاء العائلة الحاكمة للتحقيق، وذلك على خلفية الحادث الذي وقع ليل الأحد، وتخلله مهاجمه عشرات الشبان لمكاتب قناة محلية بسبب برنامج تناول بالنقد بعض كبار المسؤولين. وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن الخارجية الكويتية ستقوم قريباً بإصدار بيان تشرح من خلاله موقفها من القضية التي شغلت الرأي العام في البلاد، خاصة وأنها جاءت بعد وقت قصير على صدور قرار بإحالة القائمين على القناة إلى التحقيق بتهمة "التحريض على قلب نظام الحكم." وتعود بدايات القضية إلى رمضان الماضي، عندما بثت القناة حلقة من برنامج نقدي يحمل اسم "صوتك وصل" أثار الكثير من الجدل، ما دفع القضاء إلى فتح تحقيق بعد شكوى من وزارة الإعلام صدر خلاله قبل أيام طلب للتحقيق مع صاحبة القناة، الكاتبة فجر السعيد، بتهمة "التحريض على قلب نظام الحكم." وقامت القناة ليل الأحد ببث برنامج لطلال السعيد، شقيق مالكة القناة، انتقد فيه قرار الإحالة إلى التحقيق، وشن هجوماً لاذعاً على وكيل وزارة الإعلام، الشيخ فيصل المالك الصباح، وتناول قضايا تتصل بالعلاقات بين فروع عائلة الصباح التي تحكم الكويت، وبينها أسرة المالك. وبعد ذلك، أعلنت القناة أنها تعرضت لما وصفته ب"هجوم مسلح من قبل 250 شخصاً،" على مكاتبها، وقالت إنها اضطرت لقطع البث بعدما قام "المسلحون بإتلاف الأجهزة والمعدات، والاعتداء على موظفي القناة،" في حين سارعت الأجهزة الأمنية إلى مكان الحادث وطوقته. وذكرت وسائل إعلام كويتية أن فيصل الحمود المالك الصباح، سفير الكويت في الأردن، كان موجوداً في موقع الحادث، وقد نقلت عنه صحيفة "الجريدة" قوله: "قناة سكوب عمدت إلى الإساءة إلى أسرتنا، وما جاء على لسان شقيق صاحبة القناة معيب، ما أثار عدداً من الغاضبين الذين توجهوا إلى مقر المحطة للاحتجاج، بعد أن فشلت كل محاولات الاتصال بصاحبة القناة لاحتواء الموقف." وأوردت الصحيفة عن السفير الكويتي قوله إنه: "لم يكن مع الغاضبين، وإنما ذهب لإبعادهم وتهدئة الموقف"، مضيفاً: "كنت موجوداً خارج القناة لرأب الصدع ولتهدئة الشباب من الأهل الغيورين الذين غضبوا مما قاله طلال السعيد وسبه للاموات من الأسرة." ولم تمر القضية مرور الكرام في البرلمان الكويتي الذي ينشغل أعضاؤه أصلاً بالكثير من القضايا الشائكة، وقد تحدث رئيس مجلس الأمة، جاسم محمد الخرافي، حول الموضوع قائلاً، إن إحالة قناة سكوب إلى التحقيق بتهمة التحريض لقلب النظام "كارثة، ومازلت لا أصدق أن هناك من يحيل قناة فضائية للتحقيق بهذه التهمة." ورأى الخرافي في هذه الإحالة: "إساءة لوزارة الإعلام ولمن قدم الشكوى بهذه الصيغة، وإن دل ذلك على شيء، فإنما يدل على عدم حرص وزارة الإعلام على انتقاء وتحديد أسباب إحالة وسائل الإعلام إلى النيابة"، وفقاً لما نقله موقع البرلمان الكويتي. كذلك تحدثت النائب أسيل العوضي عن ما وصفته ب"التوسع المستمر من قبل وزارة الإعلام نحو الانغلاق والتضييق،" بسبب طلب التحقيق مع فجر السعيد وقناة سكوب. وقالت العوضي: "استغرب الاستخفاف بتوجيه اتهامات عظمى كهذه من دون ترو ومسؤولية، إذ أنها اتهامات من النوع الذي يتصدر وسائل الإعلام الداخلية والخارجية لما تحمله من خطورة، حيث ان تكرارها واتساع نطاقها يعطيان انطباعا للعالم بأن في الكويت من يريد قلب نظام الحكم فعلا، وهو ما نربأ به أبناء الكويت."