اقتحم عشرات الغاضبين مقر محطة «سكوب» التلفزيونية الكويتية الخاصة ليل الأحد - الاثنين وحطموا محتوياته وضربوا بعض العاملين. وقالت القناة إن المهاجمين كانوا مسلحين، فيما أكدت مصادر أن أفراداً من أسرة المالك، وهي فرع من أسرة آل الصباح الحاكمة، قادوا الاعتداء، على خلفية تعليقات من النائب السابق طلال السعيد تناولت آل المالك في برنامج يقدمه بثته المحطة السبت الماضي. وهرعت قوى الأمن إلى مبنى المحطة لتطويق الحادث، فيما توقفت «سكوب» عن البث مكتفية بعرض شريط تضمن بياناً منها مفاده أن «مجموعة مسلحة تتجاوز 250 شخصاً بقيادة مسؤول ديبلوماسي رفيع المستوى تقتحم مبنى قناة سكوب وتقوم بإتلاف الأجهزة والمعدات وتكسيرها وتعتدي على موظفي المحطة وتهددهم بالسلاح». ولم توضح «سكوب» هوية هذا المسؤول، لكن يُعتقد أنها تشير إلى السفير الكويتي لدى الأردن الشيخ فيصل المالك الصباح. وبحسب روايات عاملين في المحطة، فإن واحداً على الأقل من المهاجمين كان مسلحاً. واستنكر مجلس الوزراء ما بثته قناة «سكوب» في أحد برامجها من «مواد تنطوي على مساس مرفوض بالأسرة، وكذلك ما قام به البعض من تصرف صبياني مرفوض على مبنى القناة وممارسة أعمال العنف والإتلاف لأجهزة القناة ومحتوياتها». ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء روضان الروضان قوله ان الجهات المعنية «تتولى التحقيق في هذه الواقعة بتفاصيلها وأبعادها كافة، تمهيداً لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة في هذا الشأن». وعبر عن «بالغ استياء وإدانة مجلس الوزراء لمثل هذه الممارسات التي يجرمها القانون ويرفضها المجتمع». وأكد أن «المرجعية في التعامل مع أي تجاوز دائماً لأحكام القانون الذي تحرص الحكومة على تطبيقه على الجميع من دون تمييز، ولن تتهاون في التصدي لمثل هذه الممارسات البغيضة والأعمال الغريبة». ودعا وسائل الإعلام إلى «التزام مقتضيات الحرية المسؤولة والعمل على تجسيد روح المسؤولية الوطنية والممارسة الإيجابية لرسالتها الإعلامية السامية». وتوجه النائب السابق طلال السعيد، وهو من ملاك المحطة، مع محاميه إلى مخفر للشرطة وقدم بلاغاً عن «ضرب واعتداء وتهديد وحمل سلاح وسب وقذف رجال الأمن بشهادة العاملين بقناة سكوب وإتلاف أملاك الغير». و قال الشيخ فيصل المالك الصباح إن القناة «تعمدت الإساءة إلى أسرتنا». وأضاف في تصريحات إلى الصحافيين أن «ما بثته سكوب أثار عدداً من الغاضبين من أبناء الأسرة الذين توجهوا إلى مقر القناة لتوجيه رسالة احتجاج، بعد أن باءت بالفشل كل محاولات الاتصال بصاحبة القناة فجر السعيد لاحتواء الموقف». وشدد على أنه لم يكن مع «مجموعة الغاضبين» حين توجهوا إلى مبنى القناة، وإنما «لحقت بهم لإبعادهم عن مبنى القناة وتهدئة الموقف». ونقلت وكالة «رويترز» عن مالكة المحطة قولها انها تلقت «تهديدات بالقتل» بعد عرض حلقة السبت المثيرة للجدل من برنامج «زين وشين». وأضافت أن منفذي الهجوم كانوا يبحثون عنها أو عن مدير المحطة أو عن مقدم البرنامج. وجاء هذا الحادث بعد يومين من رفع وزارة الإعلام دعوى لدى النيابة العامة على مالكة المحطة على خلفية برنامج كوميدي بعنوان «صوتك وصل» قالت إنه تضمن «دعوة للخروج على نظام الحكم»، وهي خطوة انتقدها نواب وناشرون وصحافيون باعتبارها مبالغة غير واقعية. وبدأت «سكوب» البث قبل عامين وتميزت بإثارة قضايا خلافية في المجتمع الكويتي تثير جدلاً واسعاً، وهي هاجمت في شكل مستمر نواب وقوى المعارضة، وانتصرت للحكومة في كل القضايا، لذا كان لافتاً أن ترفع وزارة الإعلام دعوى ضدها، كما جاء الهجوم على المحطة من قبل محسوبين على الأسرة الحاكمة مفاجئاً أيضاً.