شن الدكتور حمزة السالم الأستاذ في جامعة الأمير سلطان في الرياض والكاتب في صحيفة الجزيرة هجوما كاسحا على الاعلامي رجل الأعمال السعودي داود الشريان بسبب ما كتبه الأخير متهما كتابا سعوديين بأنهم مرتشين نتيجة نقدهم لهيئة الاستثمار في السعودية . جاء ذلك خلال مقال نشرته صحيفة الجزيرة امس الجمعة . هنا نص الهجوم من السالم على الشريان : لعل الأستاذ داود الشريان يستطيع أن يتلاعب بعواطف بعض البسطاء ويقود حملة صحفية تقلب الحقائق عن طريق الضرب على وتر الشعبوية باستغلال الإحباط الذي يشعر به الناس، ولكنه أخطأ خطأً كبيراً عندما اعتقد أنه يستطيع أن يمارس هذا التخويف الفكري على مستوى صحافة البلاد جميعها. كتب الأستاذ الشريان مقالاً بعنوان «حملة الاستثمار المضادة» يريد بضربة استباقية إحباط أية محاولة من أي جهة حكومية من أن تفنّد الإشاعات التي تُرمى بها. واتهم «الصحفي» داود الشريان مسبقاً أي رأي يخالف رأيه بأنه رأي مدفوع له؛ وذلك عندما عمّم في هجومه المر على من لا يتفق معه بقوله «أطعم الفم يستحي القلم»، كما اتهم بأثر رجعي صحافتنا وإعلامنا بأنها اعتادت أن تأخذ من تحت الطاولة.. هكذا استخفافاً بالرجال يا الشريان! أخطأ الشريان عندما استفز المخالفين له من الكُتّاب وهم كُثر والذين لا يريدون الدخول في هذا النزاع، ليس خوفاً من مخالفة الجمهور، ولكن لأن بعض الجهات الحكومية عندنا لا تفنّد الإشاعات التي تُقال فيها ولا تبالي بها، ولقد كان مقال الشريان هذا صدمة فكرية تنبّه الغافل عن الظلم الصحفي الذي تمثّل في محاولة تحطيم جهة حكومية شعبياً لكي تُحطّم سياسياً، ومن ثم تكون الخسارة على الوطن وابن الوطن. الحر لا يرضى أن يُرمى جاره بهتاناً وزوراً، ويأبى أن يرى بنيان أخيه ظلماً يُهدم، فكيف عندما يرى بعض أساسات نهضة وطن تكاد تُردم؟ «أطعم الفم يستحي القلم» وإعلامنا يأخذ من تحت الطاولة! عجيب! فمن هو الذي كتب 15 مقالاً في الهجوم على جهة حكومية واحدة لا يتفق معها! والنوايا، الله أعلم بها وليست من شأن أحد إلا الله، ولكن الحكم يكون على عقل الكاتب ومنطقه الذي تجلى صريحاً في كتابات الأستاذ الشريان الخالية من الحقائق والممتلئة بالشعبوية المضلّلة وبتحريف التصريحات وحكايا أصحاب نظريات المؤامرة. صحافتنا لم تنضج بعد، وفيها من ثقافة «فزعة يا شباب»، وسؤال: «كم دُفع لك» هو عملية تخويف تمارس على أهل الرأي لكي يصمتوا، «وما هي مصلحتك» مفهوم أناني متأصل في ثقافتنا، وخرافة « فلان محسوب على فلان» هو أسلوب من أساليب الضغط. وسيطرة الحيادية السلبية التي ترتعد خوفاً من مخالفة العامة مع سياسة موافقة الجمهور هما أتون الأساطير والخرافات في مجتمعنا. صحافتنا لم تتعوّد على هذه المساحة من الحرية قبل عهد ملك الإصلاح، لذا؛ فهي تمر في حالة مخاض للنضوج ويجب أن لا نسمح بتشكيل ثقافة صحفية تسودها التكتلات فتفقد بذلك مصداقيتها فيخسرها الوطن وتضيع فعاليتها وتأثيرها كصمام فكري للتحكم في الأزمات الكبرى. وإن مما سكت عنه في هذا، إن معظم بلاء الأوطان يأتي ممن كان همه الضيق أكبر عنده من هم الوطن، وأفقه لا يتجاوز أحاديث المجالس والمنتديات، وسلاحه الفكري تجييش البسطاء بالشعبوية، وتسخيرهم بما يتفق مع قناعاته.