شَنَّ الكاتب القدير، والإعلامي المُتميز الأستاذ داوود الشريان في مقال سابقٍ هجومًا عنيفًا على بَعض الكُتّاب والصحفيين الذين تَناولوا حُكم الجلد لِفتاةٍ سعودية، وَوَصمهم بِعدم تَحرّي الحقيقة والدقة في نَقل الخبر، ومَيلهم إلى الإثارة، ونَشر أخبار غير دَقيقة، كَما اِنتقد أداء بعض الصُحف السعودية، وغياب المهنية الصحفية عنهم، وأنها بِحاجة إلى تَطوير نَهجها في نَقل الأخبار، واعتبر أن هذا الهُجوم على الحُكم دون تِبيان الأَمر هو مُصادرة لِلرأي الآخر، ومُمارسة الإِقصاء، ومُحاولة لاِستعداء الناس على مُؤسسة القضاء، ورِجاله، وتَشويه صُورِهم، وأََن أُسلوبًا كهذا يُعدُّ تَصرفًا بِعقلية القَطيع عَلى حَد قوله، وتَساءل الكاتب: كيف يُكتب الخبر ولم يُذكر كَيف وَصلت القَضية إلى المَحكمة؟ ومَن الذي أَقام الدعوى على الفَتاة، خُصوصًا وَأن إِدارة المُرور ليست الجِهة المُدَّعية، بل وليست مُخوّلة بِذلك؟! وخَتم الشريان مَقاله بِأن الصحافة الغربية نَقلت الخَبر عن صُحف ومَواقع سعودية، دون أن تَتَحرّى الدِقة؛ باِعتبار ما كُتب حَقائق لا تَقبل الجَدل، وأنها مازالت تَتَعامل مع السعودية بِعقلية الاستشراق!، انتهى المقال، ولَمْ يَكشِف لنا الكاتب المُلهم وبَعد كُل هذا الهجوم اللاذع عن الحقيقة الكاملة، أو يوضِح لنا تَفاصيل القضية، وَلَم يُشِر مِن قَريب أو بَعيد على ماذا استند، مع أني في بداية الأمر اعتقدت مِن دفاعه المُستميت بِأنه الوَحيد الذي يَملِك المَعلومة، لكن وجدتُه -وللأسف- فارغًا، وهو الأولى بأن يوصف بِالجَهل، والأَقل مِهنيةً، ومَيله لِلإثارة عمّن أبدوا اِمتعاضهم مِن الحُكم، واعترضوا عليه، وبَنوا رأيهم في ضوء ما توفر لَهم مِن مَعلومات، وأن هجومه غير المبرر، وممارسته لأسلوب الانتقاد كان لمجرد الانتقاد، والمخالفة، وحب الظهور (خَالِف تُعرف)، نَسأل الله لَنا ولهُ الرُشد والهداية.