أعلنت شركة أمريكية تقدم خدمات استضافة المواقع الإلكترونية على الانترنت الأحد، أنها علقت الموقع الذي كان مخصصاً لبث فيلم أعده النائب الهولندي، غيرت ويلدرز، واعُتبر مسيئاً للإسلام بعدما "تلقت عدة شكاوى" تتعلق بمحتوياته من قبل الزوار. وقالت الشركة إن محتويات الموقع قد تناقض سياستها الخاصة بالاستخدام الصحيح لشبكاتها، في تطور جديد على صعيد ملف الفيلم الذي فجّر الإعلان عنه، بالتزامن مع أزمة الرسوم، غضباً عارماً انعكس تظاهرات واسعة في العديد من الدول الإسلامية ورتب مخاطر متعلقة باحتمال شن هجمات انتقامية. ولفتت الشركة التي تحمل اسم "نتورك سولوشن" إلى أنها ستعلق عمل الموقع بانتظار فتح تحقيق حول موافقته لسياساتها حول النشر "بعد تلقيها العديد من الشكاوى" وذلك من خلال رسالة عُرضت على صفحة الموقع عينه. ولم يتح لشبكة CNN الحصول على تعليقات من مدراء "نتورك سولوشن" حول الخطوة، علماً أن سياسة الشركة، كما يرد في موقعها، "تحظر بث المحتويات المسيئة أو المنفرة أو التي قد تسبب تهديداً قانونياً أو تعزز الكراهية وتخرق القانون." وكانت وزارة الداخلية الأمريكية قد أصدرت تحذيراً قبل أيام أشارت إلى أن بث فيلم ويلدرز الذي يحمل عنوان "فتنة" قد يولّد شغباً وتظاهرات واسعة. وقد سبق لويلدرز، وهو نائب في البرلمان عن حزب "الحرية" المحافظ أن وعد بعرض الفيلم على شبكة الانترنت في أبريل/نيسان المقبل، مما فجّر مظاهرات غاضبة في العديد من الدول الإسلامية. وكانت السلطات الباكستانية قد فرضت الشهر الجاري حظراً على موقع "يوتيوب" الإلكتروني المخصص لتحميل ومشاهدة تسجيلات الفيديو إثر قيام الموقع ببث تسجيل للنائب الهولندي، اعتبرت إسلام أباد إنه يحمل إشارات مسيئة للإسلام. وكانت محاولة باكستان لحظر دخول مواطنيها إلى الموقع بإجراء ذاتي قد انعكس بإغلاق كلي للموقع على مستوى العالم لأكثر من ساعتين، وذلك في وقت نقلت مصادر عن هيئة تنظيم الاتصالات الإماراتية أن الموقع لن يكون محظوراً "بالكامل" في البلاد، إلا أن محتوياته ستخضع للمراقبة. من جهته، انتقد ويلدرز ما تعرض له موقع "يوتيوب،" واصفاً إياه بأنه "إجراء غير ديمقراطي،" وقال إن الديمقراطية الحقيقية "عليها تحمل الانتقادات" على حد تعبيره، كما وعد بأن يتم عرض الفيلم بعد انتهاء العمل عليه.