ندد مسئولون هولنديون بالإساءة لمقدسات المسلمين وعبروا عن رفض الحكومة الهولندية ووزارة الخارجية لفيلم "فتنة" المسيء، الذي انتجه النائب البرلماني اليميني المتطرف "خيرت فيلدرز. جاء ذلك خلال استقبال الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي، أمين عام الندوة العالمية للشباب الإسلامي في مكتبه بالرياض ل "هنك بان أورنيل" رئيسَ لجنة الشئون الخارجية في البرلمان الهولندي و"نيكولاس بينيس" السفير الهولندي لدى السعودية وعدد من أعضاء البعثة الهولندية بالرياض. وأطلع السفير الهولندي د. الوهيبي على البيانات الرسمية الصادرة من رئاسة الحكومة الهولندية ووزارة الخارجية الرافضة لفيلم "فتنة" وتنديد هولندا بأي إساءة لمقدسات المسلمين. هجوم مستمر جدير بالذكر أن الهجوم على الإسلام ظاهرة متكررة في هولندا ومسلسل الإساءات مستمر ويزداد يوما بعد يوم، فقبل نحو ثلاثة أسابيع أوقفت السلطات الهولندية رسام من مدينة "أمستردام" بسبب رسمه كاريكاتورات مسيئة للإسلام والمسلمين. ويطلق الرسام على نفسه اسم "غريغوريوس نيكسخوت" ولا يرغب في التصريح باسمه الحقيقي، ووهو معروف بأفكاره المتطرفة ويتهجم من خلال عمله على الأديان ورجال السياسة اليساريين أيضا. ويقوم "نيكسخوت" بنشر رسوماته الكاريكاتورية على موقعه الخاص وفي مجموعات مختارة، كما أن المخرج السينمائي "ثيو فان جوخ" قد نشر عددا من رسوم "نيكسخوت" على موقعه، قبل أن يتم اغتيال الأول بعد مشاركته في فيلم "الخضوع" الذي أساء للإسلام والمرأة المسلمة مما دفع أحد المهاجرين المغاربة "محمد بويري" لقتله. أما النائب البرلماني اليميني المتطرف "خيرت فيلدرز" فله باع طويل في الإساءة للإسلام والقرآن الكريم، فبعد مساعيه السابقة لمنع ارتداء النقاب في هولندا وإهانته للقرآن الكريم، قام بعرض فيلم من إنتاجه بعنوان "فتنة" وهو عبارة عن مشاهد تسجيلية صغيرة ويقول عنه "فيلدرز" نفسه أنه يكشف كيف يحض "القرآن" على التعصب ضد النساء والمثليين وكيف يستغله المتشددون للتحريض على العنف. وكان فيلدرز قد تطاول على القرآن الكريم في وقت سابق وطالب المسلمين بالتخلى عن دينهم أو يحذفوا كل الآيات التي تحض على القتل والكراهية حتى يصبح كتيباً يشبه إلى حد ما قصص الأطفال، على حد البذءات التي أطلقها البرلماني المتطرف، الذي بلغ حد تطاوله أن قال أن "الإسلام لا يستحق الاحترام، بل تجب محاربته بوصفه إيديولوجية فاشية غير متسامحة"، بل وطالب بإصدار قرار حكومي بحظر القرآن الكريم ومصادرة تداوله أو بيع المصاحف في هولندا، ومن يُضبط بحوزته القرآن يجب أن تتم معاقبته. ووفقا لاستطلاع رأي أجرته الإذاعة الهولندية رفض 75% من الهولنديين مطلب فيلدرز بحظر القرآن ومصادرة نسخ المصحف ومعاقبة من يتداولها، وقالوا إنه ليس من حق فيلدرز المطالبة بذلك أو نشر هذا الرأى بوسائل الإعلام الهولندية، ولم يدعم مطلب فيلدرز وتوجهاته المعادية للإسلام سوى 19 % فقط، وطالب 29% من الهولنديين في الاستطلاع بضرورة تتبع أو ملاحقة فيلدرز قانونيا على خلفية هذا الكلام. وتلقت الحكومة الهولندية إشارات واضحة تؤكد على أن هناك أخطارا عديدة ستترتب على عرض الفيلم بما في ذلك تعريض سلامة المواطنين الهولنديين في الخارج إلى الخطر وتهديد المصالح الاقتصادية الهولندية، والإساءة إلى سمعة البلاد. حلقة في مسلسل الإساءات جيرت ويلدرز صاحب فيلم الفتنة المسىء للاسلام وجاء فيلم "فتنة" كحلقة في مسلسل الإساءات والإهانات المتكررة التي يتعرض لها الإسلام والقرآن الكريم في هولندا والتي كان أكثرها شهرة فيلم "الخضوع" الذي تسبب عرضه في مقتل مخرجه الهولندي "ثيو فان جوخ" على يد المهاجر المغربي "محمد بويري" الذي لم يحتمل مشاهد الفيلم التي احتوت على أجساد نساء عاريات مكتوب على ظهروهن آيات قرآنية. وشارك "جوخ" في إنتاج فيلم "الخضوع" النائبة الهولندية "هيرسي علي" ذات الأصل الصومالي والتي ارتدت عن الإسلام وقادت حملة عدائية ضده ووصفته بأنه "دين رجعى". وانقلب السحر على الساحر فتم فصلها من البرلمان على خلفية اكتشاف كذبها حين تقدمت بطلب الحصول على حق اللجوء للبلاد عند قدومها إلى هولندا.. وسافرت إلى أمريكا ورفضت الحكومة الهولندية تغطية نفقات حمايتها الأمنية بعد أن تلقت عدة تهديدات بالقتل على خلفية ملفها الأسود في الإساءة إلى الإسلام وإصرارها على إنتاج فيلم جديد على نفس منوال الإساءة التي جاءت بالفيلم الأول