اشارت وكالة الانباء الروسية في تعليق لها امس ان فرنسا تساعد روسيا على ضرب الوحدة الغربية ، وذكرت الوكالة بعض التفاصيل ازاء هذا القول فقالت عندما استشعر الفرنسيون خطورة الاتحاد السوفيتي في عام 1949 انضموا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). ثم أخرجوا مقر الحلف من باريس في الستينات، وأغلقوا قواعد عسكرية أمريكية في فرنسا، متجاوبين مع مطالب الحزب الشيوعي الفرنسي الذي كان يحصل على نسبة 20% أو ما يزيد في الانتخابات وقتذاك، ومستجيبين لمصالح موسكو. والآن، وفيما لا تزال موسكو تسعى إلى بذر الشقاق داخل الحلف وإضعاف الوحدة الغربية، تبدو باريس مستعدة لمساعدة الروس على تحقيق اثنين، على الأقل، من أهدافهم. لقد جاء رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين إلى باريس في الأسبوع الماضي ليفتتح معرضا أقامته روسيا في العاصمة الفرنسية لإبراز قوتها الصناعية والتكنولوجية. وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي له: "نريد محو الحرب الباردة، فروسيا شريك وليس عدوا". وأجابه بوتين بأنه "حان لنا أن نعمّق تعاوننا"، ودعا شركة "توتال" النفطية الفرنسية إلى زيادة نشاطها في روسيا. وأبدى رئيس الشركة الفرنسية استعداده لتلبية دعوة بوتين. وبالتالي أصبح بوتين قاب قوسين أو أدنى من تحقيق هدفه الأول وهو إسقاط فرنسا في اسار التبعية لمصادر الطاقة من روسيا. كما تمكن بوتين من تحقيق هدفه الثاني وهو وضع اليد على العتاد العسكري والتكنولوجيا العسكرية الفرنسية من خلال شراء 4 سفن حربية من طراز "ميسترال". وإذا نجح بوتين في إتمام هذه الصفقة فسوف تصبح فرنسا أول عضو في حلف شمال الأطلسي يبيع العتاد العسكري الحديث إلى روسيا، وتخطو بذلك خطوة هامة نحو فسخ الوحدة الغربية وخاصة وأن الوثيقة الرسمية الروسية الخاصة بالمبدأ العسكري تقول إن الناتو هو العدو رقم واحد كما جاء في صحيفة "The American Spectator" الأمريكية