الحديث عن تنويع الدخل هو المسيطر لدينا خلال هذه الفترة، وحتى منذ خطة التنمية الأولى عام 1970 ميلادية، ومرت عشر خطط تنموية وأكثر من 40 سنة، ولكن لم يحدث هذا التنويع بالدخل إلى اليوم، بل زاد الدخل غير النفطي وهذا صحيح، ولكن المصاريف تضاعفت معها، وبالتالي لم يكن هناك نمو بالدخل غير النفطي يفوق مستوى المصاريف، فلا زال إذاً بنفس المشكلة وأكبر، فالمصاريف تزيد ومشكلة أسعار النفط المتقلبة تزيد أيضا من الوضع صعوبة.. الحل؟! قبل الحديث عن تنويع الدخل "صندوق سيادي - السياحة - الصناعة - وغيرها من وسائل تنويع الدخل" يجب أن أركز على جانبين مهمين أولاً وقبل الخوض في مصادر تنويع الدخل: أولاً: الاستثمار في الإنسان السعودي، بحيث يكون هناك تعليم مميز وعلى أعلى مستوى، حتى لا يكون عبئا مستقبليا على البلاد، فنحن نشاهد الآن البطالة ودعم حافز كم يكلف الدولة كل ذلك الأن؟؟ مليارات الريالات، وهذا ما يعود بنا إلى أهمية بناء الإنسان السعودي بتأهيل عالي الكفاءة من خلال التعليم عالي المستوى والكفؤ بما يجعله قيمته "كالذهب" ولا يكون عبئاً ويكون مكلفاً على الدولة ولا على نفسه والمجتمع، فيصبح عنصراً منتجاً يضيف ولا يأخذ، وهذا يبدأ من التعليم، الذي يحتاج الكثير للتغير والتطوير، والابتعاث حل "جزءاً" وليس بالطبع كل المشكلة، وهذا يشمل الشباب والشابات، فأكرر التعليم عالي الكفاءة، ليخرج لنا كعنصر منتج يضيف ولا يصبح عبئا مستقبلا. ثانياً: تنفيذ المشاريع التي اعتمدت، وضبط المصاريف، فلدي قناعة أن كل ما اعتمدته الدولة من مشاريع، حين ينفذ بوقته وبكفاءة، فإن كثيراً من المشكلات والتعثر سوف تحل، آخر ما قرأت عن "نزاهة" تؤكد أن 70% من المشاريع التي أخضعتها لرقابتها متعثرة؟ وهذه مشكلة كبيرة، لأننا نؤخر المشاريع لأسباب مقاولين أو لأي أسباب أخرى، فتصبح عبئا إضافيا مستقبليا، وكل سنة لها احتياجها وطلبها من الخدمات والبناء، فكيف يمكن التوفيق بين النمو السنوي وبين ما يتعثر من مشاريع عن سنوات سابقة؟ الحل، يجب التشديد على تنفيذ ما يعتمد بوقته وزمانه وبكفاءة، لكي يضاف للاقتصاد ويخدم الناس، ونبدأ مشروعا آخر، فلا تصبح هناك عقبات وتعثرات تصبح متراكمة ولا نحل شيئا. أعتقد هاتين الخطوتين مهمة جداً، قبل أن نبدأ بالحديث عن تنويع الدخل، وهو البناء الداخلي، ببناء الإنسان السعودي بالتعليم كما ذكرنا، وأيضا تنفيذ ما اعتمد وضبط المصروفات بتنفيذ ما يعتمد بلا تأخير، والتأخير مكلف جدا، هذا ما يجب أن يعمل عليه بكل جسارة وقوة وحزم ومراقبة ومتابعة وتنفيذ لا تراجع عنه، أعتقد هذا مفصل مهم يجب أن نتوقف عنده كثيرا، فهي ستنجز الكثير وتغير أكثر. نقلا عن الرياض