حينما تكون الفجيعة في فقد إنسان له قامة وقيمة، يكون الألم أشد مضاضة على النفس. فقد عالمنا العربي من أسبوع عالما فذا في صون لسان العرب وأستاذا جامعيا معلما ثري العطاء. ذاك الصديق الأستاذ عوض بن حمد القوزي غفر الله له عضو مجمعي اللغة العربية في دمشق والقاهرة. بل إن وطني فقد رجلا نادر المثال كما قال رمز الوفاء الأستاذ الدكتور حمزة المزيني في مقاله في صحيفة الشرق قبل الفقد بيوم.كثر من قادة الفضيلة والوفاء أطروا الراحل الكبير بما هو أهل له من الثناء، لأنه عالم ومعلم له من سمات التواضع والجدية في مسار مهنية التعليم والبحث العلمي مقام ريادة وإنتاج. عرفته من سنوات وأحببت فيه روح العلمية والمنهجية الصارمة وكراهة الكذب والتدليس والحب للإبداع بحثا وتدريسا وإدارة تعليم، ثم محاورا ومحاضرا في منتديات داخل الوطن وخارجه، كان حلو الكلام جادا ومداعبا، إماما لنا في صلاة العشاء ثلة من الرفقة الجميلة في داره رفيق مراحل عمره الدكتور مرزوق بن تنباك شيخ العشيرة والمقام علما ونبضا بالوطنية والوفاء.ثم رفيقا في مراسلات هاتفية أو مكالمات لتبادل الأفكار والرؤى، وكان للتراث المكي التهامي والسروي مجالات وسجالات نتفق ونختلف لكننا دوما نأتلف. شكوت إليه كبر حجم مكتبتي وهلعي كيف أصنع بما بات مكررا، فأشار علي أن أتبرع بها لمؤسسة أكاديمية في القنفذة، فكان ذلك أن حملت ناقلة جزءا من كياني إلى هناك ولم يسمح أن أدفع أجرة الشاحنة.كلانا كان مولعا بالتراث الشعبي من نشيد النشيج في الطرق الجبلي واللحن الشجي لأصوات المنشدين والمولشين وبعض كلمات اللهجات السروية والتهامية. عوض ربما العوض فيه الاحتساب والدعاء أن يرحمه الله ويغفر له، بكيته كثيرا وأنا أصارع أوجع قلبي في الصحية يوم قيل مات الرفيق الحبيب، وما نفع البكاء أيها الراحل العزيز.كان الوجع بالفقد كبيرا لكني لا أجد سوى استعادة ما كتب الراحل أستاذي غازي القصيبي رحمه الله من شعر رثاء ليكون لروحيهما عزاء فوداعا يا أعز الرجال عوض القوزي.يا أعز الرجال!...ماذا تقول أطويل هذا الأسى..أم يطول!وليالي الفراقِ.. كيف تراها وشعاع الصباح فيها قتيل؟يا أعز الرجال! يعرف قلبي أن حمل الفراق عبء ثقيلولياليه موحشات..شكول وأماسيه..رنة..وعويليا أعز الرجال! أمر مطاع نضب الدمع.. وارتوى المنديليا أعز الرجال! انتصف الليل كلانا في صبحه مشغول