قد يكون كيري حقق نجاح حقيقي باستعادة طاولة المفاوضات التي سرقها نتنياهو منذ توليه رئاسة حكومة الكيان الصهيوني واحتجزها داخل غرفة التطرف الصهيوني , بالفعل فإن كيري أعلن أن المفاوضات ستنطلق على أساسات حقيقية وبعد أن قدم ضمانات مكتوبة للفلسطينيين حول الاستيطان وتوقفه الناعم في كافة المناطق الفلسطينية بما فيها القدس وكل حدود 1967 ,وإطلاق الأسري القدامى أي ما قبل أوسلو , وهذه الضمانات فقط ليقتنع الفلسطينيين أن أمريكا اليوم راغبة عن قناعة ويقين بأن المفاوضات يجب أن تنطلق بين الطرفين ليس لمجرد استعادة طاولة المفاوضات وإنما من اجل الوصول إلى سلام وحل الصراع وتبيض صفحة الولاياتالمتحدة من ناحية وتعويضا عن خسارتها لموقفها المفضوح في مصر . لقد كانت مباحثات كيري مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي أطول مفاوضات تمهيدية بالتاريخ ولعلها من أصعبها لان المباحثات التي لا يستخدم فيها أشكال من الضغط هنا وهناك لن تنجح وبالتالي فإن كيري و طاقمه أقاموا في المنطقة خلال الثلاث أشهر الماضية وتواجد كيري بين تل أبيب ورام الله والأردن و السعودية ومصر أكثر من تواجده في مكتبه بوزارة الخارجية الأمريكية , وما سعي كيري باستخدام ضغط ما على حكومة إسرائيل إلا بعد نجاح الجيش في مصر بإزاحة الإخوان عن الحكم وإثبات أنه جيش لا يمكن تفتيته وإقصائه , ولعل هناك أسباب اقوي وراء نجاح كيري في مهمته بإقناع إسرائيل بتليين موقفها وإعادة تلك الطاولة التي سرقتها منذ زمن , وأول هذه الأسباب تلك الضربة القوية التي تلقتها الإدارة الأمريكية في مؤخرتها العريضة من قبل الجيش المصري بعدما ألقت بكل ما لديها في سلة الإخوان الذين تولوا حكم مصر , واعتقدت أن الإخوان كل مصر وبإمكان أمريكا أن تستخدمهم من خلال بقائهم في الحكم لرسم خريطة جغرافيا جديدة للمنطقة العربية ,وبالطبع الإخوان في مصر الأداة التي ستفتح كل الأبواب المغلقة أمام الولاياتالمتحدة وبالتالي فإن أمريكا أسست لنفسها مرقد امن لتضع بيضها هناك في قفص الإخوان ليفقس , وهذا ما لمسناه حتى اللحظة من خلال المواقف وتقاطعها . ولعل تكثيف وجود كيري ولقاءاته بالمنطقة ولجوئه إلى تقدم ضمانات خطية لأول مرة للفلسطينيين ليقبلوا بالجلوس والاتفاق في واشنطن على الأسس التي تهيئ لها لهو اكبر دليل على أن الإدارة الأمريكية تريد أن تحسن صورتها أمام الكونغرس الأمريكي الذي انب اوباما كثيرا على أخفاقة في تثبيت أقدام الإخوان بالحكم وخسارته الكثير من وراء هذا الإخفاق وبالتالي سقوط المشروع الأمريكي الاسرائيلى لحل الصراع على أساس أراضي مصر , بالفعل فان واشنطن ستستضيف قريبا صائب عريقات مسئول ملف المفاوضات في الجانب الفلسطيني، ووزيرة "العدل" الإسرائيلية تسيفي ليفني وهي أيضا مسئولة ملف المفاوضات في الجانب الإسرائيلي، وسيرافقها المبعوث الخاص لنتنياهو المحامي اسحق مولخو، وذلك لبحث تفاصيل العودة إلى المفاوضات والترتيبات التي ستسبق الاجتماعات على مستوى قيادي أعلى "الرئيس أبو مازن، بنيامين نتنياهو", ولعل نجاح كيري في مهمته الصعبة والطويلة يختبئ ورائها أشياء تتعلق بالموقف في مصر حتى اللحظة لان أمريكا لم تقطع علاقاتها بالإخوان بعد ولا بالمستوي السياسي الجديد ,والحقيقة أن أمريكا مازالت على اتصال بقيادات الإخوان في رابعة العدوية حتى اللحظة وهذا ما تم كشفة في الفترة الأخيرة بل وان أمريكا تحاول الانتقام من الجيش المصري لكرامتها من ناحية ولمساعدة الإخوان من ناحية أخري عبر اغتيال مبرمج ومفبرك كأنه حادث عادي وعرضي ومقدر لقيادات الجيش المصري , وعندها سينهار تماسك الجيش والتفافه حول قيادته وهذا ما سيهيئ لعودة الإخوان للحكم. . لعها الحقيقة التي تغيب عن بال الكثيرين أن أمريكا لا تلعب بورقة واحدة حسب نظرية البدائل التي يعرفها الجميع فقد كان البديل عن إخفاق الإدارة الأمريكية في مصر وسوريا حتى اللحظة إنجاح استعادة طاولة المفاوضات بعد الضغط على إسرائيل بقبول الشروط الفلسطينية والتي ستعيد الثقة التي اغتصبت في أكثر من موقف وبالتالي انهارت بين الطرفين منذ زمن , لهذا قدمت أمريكا حبل النجاة لمساعي كيري ومهمته الشاقة من خلال الضمانات الثلاثة التي تعهدت بها خطيا للفلسطينيين وهي حدود 1967 والأسري و الاستيطان , وبالتالي فإن المفاوضات القادمة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي أمام اختبار صعب و حقيقي فلا مفاوضات إن استمر الاستيطان ولا مفاوضات إن لم يخرج الأسري القدامى ويوضع برنامج لإطلاق باقي الأسري ولا مفاوضات إن خرجت المفاوضات عن حدود العام 1967 وهذا يعنى إن لم تكن الولاياتالمتحدة حاضرة على تلك الطاولة يمكن للمفاوضات إن تتوقف وتتعثر عن أول اختبار , وقد لا تستمر حتى يتوصل الطرفين إلى حل عادل ونهائي للصراع . [email protected]