عذراً يا وطني : فقد أعتدنا في عيدنا الوطني أن نرى ظواهر غريبة وعجيبة فمقيتة لا تعطي معنى للفرح أو ذات قيمة للاحتفالية بيومنا الوطني فنرى وجوه الشباب والأطفال وحتى السيارات وقد صبغت بالألوان وخرجوا أفواجاً وجماعات الى الشوارع والميادين والمراكز التجارية في استعراض مسيء لمجتمعنا وقيمنا وعاداتنا مخالف لمظاهر الفرح البريء نقيض حتى لمعانى الوطنية , تماماً مثلما يصبغ أسلوب الخطاب في مثل هذا اليوم بألوان النفاق والزيف والتطبيل ومثلما أعتدنا على رؤية تلك المفارقات من ملوثات بصرية نسمع أيضاً صخب مزعج للآذان يصدر من اجهزة تشغيل الموسيقى في السيارات التي تجوب الشوارع وتزحم الطرق وتعرقل السير وتعطيل مصالح الناس ومثل ذلك الصخب نجده أيضاَ في نبرة صوت المطبلون والمنتفعون والوصوليون وفي لغة الخطابة والمقال من مداهنة ومجاملة وتزوير للواقع المعيشي للمواطن وحاجات المجتمع والمشكلات المرتبطة بتلك الحاجات ومعوقات حلها ,,, الخ . فاليوم الوطني وهو يوم توحيد بلاد الحرمين ينبغي أن يكون يوم احتفال خاص بمبايعة الرعية للراعي يجدد فيه الشعب العهد لخادم الحرمين الشريفين وولاة الأمر من الأسرة المالكة الكريمة ويتلى فيه قسم الولاء والوفاء والإخلاص للمليك والوطن وفي هذا اليوم يكرم الإبداع الخلاق من أبناء الوطن الشرفاء ويكشف فيه عن الفساد ولصوص التنمية والإصلاح فيكرمون بما يليق بجرمهم وفي هذا اليوم يحاسب المسئول أيّا كان عن تقصيره وتفسيره لكل الحقائق والأحداث بغير حقيقتها تزلفاّ ونفاقاً ظناً منه خداع الشعب وما يخدع إلا ولاة الأمر فيهونون لهم معاناة الشعب الحقيقة أو ينفونها جملة وتفصيلاً تجملاً وكذبا فيقفلون كل باب للإصلاح . عذراً يا وطني : لن ترقص كل ذرات الرمل فيك فرحاً بهذا العيد , ففي شرقك ورم الطائفية يريد أن يضرب وحدتنا , وفي جنوبك شقاء وعنا وشتان بين الحالتين , شتان بين إنسان يصرخ لنيل حقوقه فلا يسمعه احد وبين آخر تدمر صرخاته الدامية وحدة شعب وانسجام الحالة بين الحاكم والمحكوم . شتان بين من تطربه أعياد الوطن ويين آخر تؤرقه وتزعجه زغاريد الوطن . عذراً يا وطني : لا يمكن للحزن أن يوائم الفرح ولاللحقد أن يهدأ غروره , عذراً يا وطني : احتلت دموع البؤساء المآقي وتأبى أن تغادر محاجرها فهل لدمع الفرح من وجود ؟ عذراً يا وطني : أي فرحة عيد تلك و اللصوص قائمون على عتبات فاه الوطن ؟ فلا رقابة ولا هيئات ولا نظام أو قانون كبلت تلك الأيادي فأطلقت حرية الأزهار في حقولها لتنشر عبق الفرح . عذراً يا وطني : مرضى على قوائم الانتظار للعلاج وآخرون لم يهيأ لهم سرير في المستشفيات المتخصصة فأي عيد سيكون هناك ؟ عذراً يا وطني : من السجون تنطلق آهات تصرخ بصوت مكتوم مكلوم (متى أحاكم ؟ متى نحاكم ؟ ألا ليت للسجان عين ,,,, . عذراً يا وطني :فقر مدقع وغلاء فاحش لم يضمن (الضمان) للفقير أمان ولم يحفز (حافز) زوال البطالة . عذراً يا وطني : فالبيروقراطية تستعمر كل أجهزتك والإستبداد والتسلط والتنكيل عنوانا صريحاً لاتجاهات الإدارة بأروقة الكثير من أجهزتك ووزاراتك الحكومية. عذراً يا وطني : للقلب حالة واحدة أما فرح ورضى وأما حزن وشقاء فاعذر حالتي . دعني يا وطني أغنّي : عندما ينزل الخطباء والمتزلفون من منابرهم الوهمية . عندما تحرر الشفافية من البطانة الفاسدة , عندما تعاد الحقوق لأصحابها , عندما تضرب البيروقراطية في أعماقها , عندما تدمر أوكار الفساد , وعندما وعندما,,, عندها سننعم بالرخاء وسيكون لفرحنا معنى ولأعيادنا الوطنية مغنى وسترقص كل ذرات رملك يا وطني طربا لأنشودة الوطن ]بكره لنا وبعده لنا تحيا السعودية [. - - - - - - - - - - - - - - - - -